Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 69-69)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ } عطف على قوله : ومن اظلم فانّه فى معنى لا اظلم ممّن ترك المجاهدة فينا واستبدّ برأيه وتوسّل بانانيّته وقوى انانيّته بالافتراء علينا والتّكذيب للحقّ ، والّذين جاهدوا بالقتال الظّاهر او بالقتال الباطن ، او اتعبوا انفسهم او بالغوا فى الجهد والتّعب { فِينَا } اى فى طلبنا او فى محبّتنا او فى طريقنا الّتى هداهم خلفاؤنا اليها او فى تعظيمنا او فى التّوسّل بنا بالتّوسّل الى خلفائنا { لَنَهْدِيَنَّهُمْ } اى لنسلكنّهم او لنوصلنّهم او لنرينّهم { سُبُلَنَا } المعوجّة والمستقيمة جميعاً { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } وضع الظّاهر موضع المضمر للاشارة الى قياسٍ اقترانىٍّ يعنى من هديناه سبلنا جميعاً صار محسناً او من جاهد فينا كان محسناً ، وكلّ من كان محسناً كان الله معه لانّ الله مع المحسنين ، او المراد بالمجاهدين من كان فى الطّريق وفى السّفر الاوّل والثّانى ، والمراد بالمحسن من سار فى الخلق بالحقّ ومن سار فى السّفر الرّابع فانّه المحسن على الاطلاق كما مضى فى سورة المائدة عند قوله تعالى { ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ } [ المائدة : 93 ] والمعنى الّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا ، والّذين وصلوا الينا ثمّ عادوا الى الخلق كان الله الّذى هو غيب عن المجاهدين حاضراً معهم ، ووجه الالتفاتات فى تلك الآيات موكول الى ذوق النّاظر ، والله موفّق للرّشاد .