Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 77-77)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ } كان اقتضاء المقابلة ان يقال : ومن لم يوف بعهده ولم يتّق فانّ الله يبغضهم لكنّه ابرزه فى صورة الجواب لسؤالٍ مقدّرٍ ليكون اوقع ، واكّده بمؤكّدات وبسط فى الكلام لاقتضاء مقام السّخط ذلك فكأنّه قيل : قد علم حال الوافى بالعهد المتّقى فما حال هؤلاء النّاقضين النّاكثين ؟ - فقال : انّ الّذين يشترون { بِعَهْدِ ٱللَّهِ } الّذى عاهدوه فى البيعة { وَأَيْمَانِهِمْ } جمع اليمين بمعنى القسم وانّما سمّى يميناً لانّهم كانوا حين الحلف يعقدونه بايمانهم ، او المراد عقود البيعة فانّ البيعة لا تعقد الاّ بالايمان { ثَمَناً قَلِيلاً } من اعراض الدّنيا واغراضها فانّ الدّنيا برمّتها ثمن بخس عند من يرتضيها ، وامّا من كان متوجّهاً الى الآخرة متلذّذاً بلذائذها فهو نافر منها كلّ النفرة منزجر عنها كلّ الانزجار ، وان توقّف عليها بأمر من الله كان كمن حبس فى مزبلة كثيرة الحشرات خبيثة المؤذيات { أُوْلَـٰئِكَ } تكرار المبتدأ باسم الاشارة البعيدة للتّأكيد وللاحضار بالاوصاف الذّميمة وللتبعيد عن ساحة الحضور { لاَ خَلاَقَ لَهُمْ } لا نصيب لهم { فِي ٱلآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } عدم التّكليم وعدم النّظر كناية عن سخطه تعالى عليهم { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ } لا يثنى عليهم ولا يذكرهم بخير ، او لا يطهّرهم من ذنوبهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } اثبت العذاب الاليم بعد ما نفى الاوصاف الّتى فيها تشريف بترتيب الاشرف فالادون عنهم ، نسب الى النّبىّ ( ص ) انّه من حلف على يمين يقطع بها مال اخيه لقى الله عزّ وجلّ وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديقه فى كتابه ، انّ الّذين يشترون ؛ الآية .