Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 39-39)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَآ آتَيْتُمْ } هذا خبر فى معنى النّهى ولذلك حسن عطفه على الامر ، ولمّا كان النّبىّ ( ص ) اصلاً فى الخطاب الاوّل بل كان اصل الحقوق الخلافة وكان اعطاؤه منحصراً فيه ( ص ) خصّه هناك بالخطاب ، ولمّا كان المنظور من الحكم الثّانى امّته جمعهم معه بالخطاب او صرف الخطاب عنه ( ص ) اليهم { مِّن رِّباً } ما من شأنه ان يردّ مع الزّيادة من قرضٍ او هديّةٍ لقصد العوض ، وخصّ هذا فى الاخبار بالهديّة الّتى يتوقّع المكافاة عليها بأزيد منها فانّه ورد عن الصّادق ( ع ) قال : الرّبا رباء ان ؛ رباً يؤكل ورباً لا يؤكل ، فامّا الّذى يؤكل فهديّتك الى الرّجل لتصيب منه الثّواب افضل منها فذلك الرّبا الّذى يؤكل وهو قول الله عزّ وجلّ { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً } ( الآية ) وامّا الّذى لا يؤكل فهو الّذى نهى الله عنه واوعد عليه النّار ، وعن الباقر ( ع ) هو ان يعطى الرّجل العطيّة او يهدى الهديّة ليثاب اكثر منها فليس فيه اجر ولا وزر ، وقرئ : اتيتم بالقصر بمعنى ما جئتم اليه لاعطائه من رباً { لِّيَرْبُوَ } قرئ بالياء التّحتانيّة مفرداً من الثّلاثىّ المجرّد ، وبالتّاء الفوقانيّة جمعاً من باب الافعال { فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ } اى هديّةٍ او صدقةٍ او قرضٍ { تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } قد مضى قبيل هذا انّ المراد بوجه الله هو ملكوت ولىّ الامر { فَأُوْلَـٰئِكَ } التفات من الخطاب الى الغيبة تفخيماً لهم بالاتيان باسم الاشارة البعيدة { هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } يعنى انّه يربو عند الله ويربو فى الدّنيا ، فعدل عن يربو عند الله للاشارة الى الزّيادة فى الدّنيا وفى الآخرة ، عن امير المؤمنين ( ع ) : فرض الله الصّلٰوة تنزيهاً عن الكبر ، والزّكٰوة تسبيباً للرّزق ، وعن الصّادق ( ع ) : على باب الجنّة مكتوب : القرض بثمانية عشر ، والصّدقة بعشرة ، ولا اختصاص للرّبا بالمال ولا للزّكٰوة بل يجريان فى الاعمال والعرض والجاه والقوى وقوّتها .