Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 56-56)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } عطف على جملة كذلك كانوا يؤفكون ، الاتيان بالماضى للاشارة الى تحقّق وقوعه ، او للاشارة الى انّه قد مضى بالنّسبة الى مقام المخاطب الّذى هو محمّد ( ص ) والايمان اى الاذعان والانقياد ، او المراد بالعلم العلم باحكام الرّسالة وقبولها فانّه كثيراً يستعمل العلم فى قبول احكام الرّسالة والعلم بها تقليداً او تحقيقاً ، وبالايمان الايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الباطنة فيكون فى معنى قوله قال الّذين اوتوا الاسلام بقبول الدّعوة الظّاهرة والايمان بقبول الدّعوة الباطنة ، او المراد بالعلم العلم التّحقيقىّ ، وبالايمان الايمان الشّهودّى الّذين لا يجتمعان الاّ فى من صار خليفة لله كما عن الرّضا ( ع ) حين يصف الامامة فانّه قال : فقلّدها عليّاً ( ع ) بامر الله عزّ وجلّ على رسم ما فرض الله تعالى فصارت فى ذرّيّته الاصفياء الّذين آتاهم الله تعالى العلم والايمان بقوله : وقال الّذين اوتوا العلم { وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } اى مكتوب الله وهو عالم الطّبع وعالم البرازخ والبدن الطّبيعىّ والبدن البرزخىّ فانّ الكلّ كتاب الله الّذى كتبه بيده { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } يعنى لبثتم من اوّل خلقتكم فى عالم الطّبع والبرازخ الى يوم القيامة الكبرى { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ } ولا يعلم امد ذلك الاّ الله وانتم لغاية وحشتكم لم يبق لكم شعور بتلك المدّة الطّويلة { وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } تلك المدّة ولا هذا اليوم لتحيّركم وعدم بقاء شعور لكم ، وعلى ما بينّا الآية لا حاجة فيها الى التّكلّفات الّتى ارتكبها المفسّرون .