Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 22-23)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ } الخالصون { ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } بخلاف غير الخالصين فانّهم قالوا ما وعدنا الله ورسوله الاّ غروراً { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل : ما حال الخالصين ؟ ايكونون متساوين ؟ - فقال : من المؤمنين رجالٌ { صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } عند البيعة مع محمّدٍ ( ص ) بالاجابة له فى شروطه والمعنى قالوا ما عاهدوه صدقاً لا كذباً كالمنافقين او صدقوا فيما عاهدوه { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } للنّحب معانٍ كثيرة منها الخطر العظيم والحاجة والوقت والنّوم والشّدّة والمدّة والموت والاجل والنّذر ، والكلّ مناسب ههنا فانّ المراد قضاء عمره { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } النّحب { وَمَا بَدَّلُواْ } ما عاهدوا الله عليه { تَبْدِيلاً } شيئاً من التّبديل ، فيه تعريض باهل النّفاق وقد ورد أخبار كثيرة انّ الآية نزلت فى حمزة وجعفرٍ وعبيدة وعلىٍّ ( ع ) ، وفى بعض الاخبار انّها نزلت فى المؤمنين من شيعة آل محمّدٍ ( ص ) ، وفى خبر عن الصّادق ( ع ) المؤمن مؤمنان ؛ فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عزّ وجلّ : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وذلك لا يصيبه اهوال الدّنيا ولا اهوال الآخرة وذلك ممّن يشفع ولا يشفع له ، ومؤمن كخامة الزّرع يعوجّ احياناً ويقوم احياناً ، فذلك ممّن يصيبه اهوال الدّنيا واهوال الآخرة ، وذلك ممّن يشفع له ولا يشفع ، وفى خبرٍ عنه ( ع ) : لقد ذكركم الله فى كتابه فقال : من المؤمنين رجالٌ صدقوا ( الآية ) انّكم وفيتم بما اخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وانّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا ، وعنه ( ع ) انّه قال ؛ قال رسول الله ( ص ) : " يا علىّ ( ع ) من احبّك ثمّ مات فقد قضى نحبه ، ومن احبّك ولم يمت فهو ينتظر ، وما طلعت شمس ولا غربت الاّ ظلّت عليه برزقٍ وايمانٍ " .