Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 33-33)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } بعدما لم يقدروا على جوابهم والمحاجّة معهم وعلى نسبة تقصيرهم الى الرّؤساء نسبوا تقصيرهم الى مكر اللّيل والنّهار كما هو عادة النّساء فى نسبة تقصيرهم الى الغير ، او مقصودهم من هذا الكلام الرّدّ على الرّؤساء فى نسبة الضّلال الى اجرامهم ، والمعنى ليس ضلالنا باجرامنا بل بتكرار مكركم فى اللّيل والنّهار وهذا المعنى اوفق بقوله { إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ } اى الرّؤساء او الاتباع او الجميع { ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ } حتّى لا يطّلع كلّ على الآخر ، وروى انّهم يسرّون النّدامة فى النّار اذا رأوا ولىّ الله ، فقيل : يا بن رسول الله ( ص ) وما يغنيهم اسرارهم وهم فى العذاب ؟ - قال : يكرهون شماتة الاعداء { وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ } الاتيان بالماضى فى تلك الافعال لتحقّق وقوعها ، او للاشارة الى انّها بالنّسبة الى محمّد ( ص ) قد وقعت { فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وضع الظّاهر موضع المضمر اشعاراً بعلّة الحكم واظهاراً لذمٍّ آخر لهم { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } اى نفس ما كانوا او جزاء ما كانوا يعملون والجملة حاليّة بتقدير القول او مستأنفة جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل : لم يجعل الاغلال فى اعناقهم ؟ - فقال : ما يجزون الاّ ما كانوا يعملون لكنّه ادّاه بصورة الاستفهام لتأكيد النّفى .