Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خالقهما { جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً } الى انبيائه والى اوصيائهم بالوحى والالهام والتّحديث والرّؤيا الصّادقة ، والى الصّالحين من عباده بالالهام والتّحديث والرّؤيا ، والى جميع خلقه بالالهام والرّؤيا واصلاح امورهم وجبران نقائصهم واخراج نفوسهم من القوى الى الفعليّات { أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ } بحسب العوالم الّتى يسيرون فيها ويطيرون بها لاصلاح امورها { مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } بحسب العوالم الثّلاثة ، الملك والملكوت والجبروت ، ولا ينافى هذا ما ورد فى اخبارٍ كثيرةٍ انّ عدد جناج جبرئيل ستّ مائة الف جناحٍ ، وانّ دردائيل له ستّة عشر الف جناحٍ وغير ذلك فانّ المراد نوع الجناح وانّ انواع جناح الملائكة ثلاثة وان كان لكلّ نوعٍ اعداد عديدة من افراد الجناح ، وورد اخبار كثيرة فى اوصاف الملائكة وكثرة عددهم وانّ لله ملكاً ما بين شحمة اذنه الى عينه مسيرة خمس مائة عامٍ بخفقان الطّير ، وانّ له ملائكة ما بين منكبى كلّ وشحمة اذنيه سبع مائة عامٍ ، وانّ له ملائكة انصافهم من بردٍ انصافهم من نارٍ ، وانّ له ملائكة يسدّون الافق بجناح من اجنحتهم دون عظم ابدانهم ، وغير ذلك من اوصاف عظمتم ، وانّه ليهبط فى كلّ يومٍ او فى كلّ ليلة سبعون الف ملكٍ فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ثمّ يصعدون الى السّماء بعدما يأتون رسول الله ( ص ) وامير المؤمنين ( ع ) والحسين ( ع ) ولا يعودون ابداً { يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } اشارة الى كثرة عددهم او الى كثرة اجنحتهم وانّ الاقتصار على هذا العدد بحسب النّوع لا بحسب الشّخص ، او انّ الاقتصار على هذا العدد لبيان الكثرة لا للانحصار فى هذا العدد ، او اشارة الى انّ كثرة الاجنحة جزء من اجزاء جمال خلقه ويزيد فى جمالهم بحسب الصّورة والهيئة والخلق وغير ذلك ما يشاء ، وقد ورد عن النّبىّ ( ص ) انّه الوجه الحسن والصّوت والشّعر الحسن { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } من الزّيادة فى العدد والجمال والاجنحة والاخلاق ، وعن الثّمالىّ قال : دخلت على علىّ بن الحسين ( ع ) فاحتبست فى الدّار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئاً وادخل يده من وراء السّتر فناوله من كان فى البيت ، فقلت : جعلت فداك هذا الّذى أراك تلتقطه اىّ شيءٍ هو ؟ - قال : فضلةٌ من زغب الملائكة نجمعه اذا خلونا نجعله مسبحاً لاولادنا ، فقلت : جعلت فداك فانّهم ليأتونكم ؟ - فقال : يا با حمزة ليزاحمونا على تُكأتنا وقد ورد اخبار كثيرة انّ الائمّة يرون الملائكة ويصافحونهم وقد ذكرنا فى سورة البقرة عند قوله تعالى : { وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } [ البقرة : 219 ] فى ذيل بيان مراتب الانسان والفرق بين الرّسول والنّبىّ والمحدّث ، وجه ما ورد انّ الرّسول يرى الملائكة فى المنام ويسمع كلامه ويعاينة فى اليقظة ، والنّبىّ يرى فى المنام ولا يعاين فى اليقظة ويسمع الصّوت ، والمحدّث لا يرى فى المنام ولا يعاين ويسمع الصّوت ، وقد ذكرنا هناك وجه عدم منافاة هذه الاخبار لما ورد منهم انّهم يعاينون الملائكة ، من اراد فليرجع الى ما هناك .