Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 69-69)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ } حتّى يكون القرآن الّذى يجرى على لسانه شعراً موزوناً مقفّىً ، او كلاماً شعريّاً لا حقيقة له وكان يتزيّن بتمويهاتٍ وتخييلاتٍ لا حقيقة لها ، فانّ الشّعر يطلق على الكلام الموزون ، وعلى الكلام الشّعرىّ الّذى يكون باطلاً وظاهراً بصورة الحقّ بتمويهاتٍ وتزييناتٍ ، ونسبوا كليهما اليه ، ولمّا كان الشّعراء فى اغلب الامر بقوّة فصاحتهم وطلاقة لسانهم يأتون بكلامٍ منظومٍ او منثورٍ يجذب قلوب السّامعين ورأوا منه مثل ذلك قالوا : انّه شاعر وكلامه شعر ، ولمّا ارادوا ان يقولوا انّ كلماته محض تخييلاتٍ من غير حقيقةٍ له قالوا : انّه شاعر كما قالوا : انّه مجنون يعنى انّه آتٍ بكلام مموّهٍ لا حقيقة له كما انّ المجنون يأتى بكلامٍ لا حقيقة له لكن فرق بين الشّاعر الآتى بالكلام المموّه ، والمجنون الآتى بالكلامٍ الظّاهر - البطلان الغير المموّه ، ولا يستفاد من هذا ذمّ الشّعر على الاطلاق بل ذمّ ما أرادوا من نسبة الشّعر اليه ( ص ) ، فانّه ( ص ) مدح الشّعر واصغى الى الشّعراء ومدح الحسّان بن ثابتٍ ، وروى انّه كان يتمثّل بقول الشّعراء لكن كان يغيّر الشّعر ولم يأت به موزوناً ولكنّ الرّواية من طريق العامّة وقد نسب الى ائمّتنا ( ع ) اشعارٌ كثيرة ونسب اليهم ( ع ) انّهم كثيراً ما كانوا يتمثّلون بالاشعار وكانوا يصلون الى من كان يقول فيهم شعراً { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } يعنى انّا لم نعلّمه كلاماً شعريّاً ولم يكن شأنه ان نعلّمه ذلك ولم يكن بنفسه ان يأتى بذلك { إِنْ هُوَ } اى القرآن الجارى على لسانه { إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ } كلام جامع لطرفى الدّنيا والآخرة ولاحكام القالب والقلب والرّوح { مُّبِينٌ } ظاهر صدقه وجامعيّته ، او مظهر لصدقه وجامعيّته بمضامينه .