Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 1-3)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اقسم تعالى بأصناف الملائكة فانّ الملائكة اصنافٌ ، صنفٌ يقال لهم المقرّبون والمهيّمون والقيام لا ينظرون وهم العقول الطّوليّة بلسان الفلاسفة ، وصنفُ يقال لهم الارواح وارباب الانواع وارباب الطّلسمات واليهم الاشارة فى الاخبار بقولهم ( ع ) : انّ فى العرش لديكاً اذا صاح صاحت الدّيكان فى الارض ، وانّ فى العرش لثوراً وهم العقول العرضيّة بلسان الفلاسفة وهم صفوف عند الله ، ولكونهم صفوفاً سمّوهم العقول العرضيّة اقسم الله تعالى بهم ، وقيل : المراد مطلق الملائكة والانبياء ومن صفّ لله وعبده ، وقيل : المراد بهم الملائكة تصفّ انفسها صفوفاً فى السّماء كصفوف المؤمنين فى الصّلٰوة ، او تصفّ اجنحتها فى الهواء اذا ارادت النّزول الى الارض ، وقيل : المراد المؤمنون يقومون مصطفّين فى الصّلٰوة وفى الجهاد ، وصنف يقال لهم النّفوس الكلّيّة والنّفوس الجزئيّة وهنّ المدبّرات امراً وهم الملائكة ذووا الاجنحة ، وهم الملائكة الّذين يدبّرون الطّبائع والمواليد ويزجرون الطّبائع بقسرها على خلاف طبيعتها ، بفصلها عن احيازها ، ووصلها بغير اجناسها ، وحبسها مع غير جنسها ، كما فى المواليد ، وحركتها على خلاف طبائعها كما فى الفلكيّات ، ويزجرون المكلّفين من الجنّة والنّاس كما ورد انّ لكلّ انسانٍ ملكاً يزجره ، وقيل : هم الملائكة الموكّلة بالسّحاب تزجرها وتسوقها ، وقيل : المراد زواجر القرآن وآياته النّاهية ، وقيل : المراد المؤمنون يصيحون عند قراءة القرآن لانّ الزّجرة الصّيحة ، وصنف من الملائكة ينزلون على الانبياء والاوصياء ( ع ) باحكام العباد وهم الملائكة الموكّلون على العلوم والوحى ، وهم التّالون ذكراً عظيماً على الانبياء ( ع ) ، او المراد الملائكة النّازلة على المؤمنين بالبشارة بعد ظهور السّكينة عليهم ، والسّكينة هى الذّكر العظيم فيكون التّالى من التّلو ، وقيل : المراد الملائكة الّذين يتلون كتاب الله الّذى كتبه لملائكته وفيه ذكر الحوادث فيزيدون يقيناً بوجود المخبر على وفق الخبر ، وقيل : المراد المؤمنون يقرؤن القرآن فى الصّلٰوة .