Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 135-135)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } على يد محمّد ( ص ) بالبيعة العامّة وقبول الدّعوة الظّاهرة { كُونُواْ قَوَّامِينَ } اثبتوا على هذا الوصف فانّ تخليل الكون للدّلالة على الثّبات والدّوام ، والقوّام الخارج عن الاعوجاج والمخرج نفسه وقواه وغيره عنه فانّه يستفاد من المبالغة السّراية الى الغير كما فى الظّهور او هو مأخوذ من قام عليه وبأمره اذا اصلحه { بِٱلْقِسْطِ } اى بالعدل فانّه بسبب التّسوية بين طرفى الافراط والتّفريط فى النّفس وبسبب تساوى طرفى النّزاع عند النّفس فى النّزاع الخارجىّ يمكن الخروج والاخراج عن الاعوجاج ويجوز تعلّقه بقوله تعالى { شُهَدَآءِ } متحمّلين ومؤدّين للشّهادة خبرٌ بعد خبرٍ تفسير للاوّل او حال كذلك { للَّهِ } لطلب رضا الله اوفى شهادات الحسبة لانّ فيها صاحب الحقّ هو الله ، او لله باعتبار مظاهره وخلفائه ولا سيّما اتمّ مظاهره الّّذى هو علىّ ( ع ) والآية عامّة لكنّ المقصود والعمدة هو هذا فانّها توصية وتوطئة لتحمّل الشّهادة لعلىّ ( ع ) حين التمسه النّبىّ ( ص ) منهم بقوله : " رحم الله امرءً سمع فوعى " ، ولأداء الشّهادة لعلىّ ( ع ) حين التمسه عنهم بقوله ، " الا فليبلغ الشّاهد منكم الغائب " ، وحين التمس علىّ ( ع ) عنهم بعد النّبىّ ( ص ) ان يؤدّوا ما سمعوا عنه ، ولكن ما وفوا بهذه الوصيّة وما ادّوا { وَلَوْ عَلَىۤ أَنْفُسِكُمْ } مضرّاً عليها فانّها احبّ الاشياء عليكم { أَوِ ٱلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ } فانّهم بعد الانفس احبّ الاغيار { إِن يَكُنْ } كلّ واحد من الطّرفين { غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً } فلا تخرجوا عن الاستقامة بملاحظة انّ الفقير اولى بالانتفاع وعدم التّضرّر والغنىّ لا يتضرّر على فرض عدم وصول ماله اليه او ينتفع الغير بما له على فرض الشّهادة عليه زوراً ، او بخيال انتفاعكم عن الغنىّ وعدم تضرّركم منه وعدم مبالاتكم بالفقير { فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا } فامتثلوا امره ولا تبالوا بتضرّر الفقير وعدم تضرّر الغنى { فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ } اى فى العدول عن الحقّ او بسبب العدول او لكراهة العدل فى الشّهادة { وَإِن تَلْوُواْ } السنتكم بالشّهادة حين الاداء بان تغيّروها بالسنتكم وقرئ تلوا من ولى بمعنى توجّه { أَوْ تُعْرِضُواْ } بكتمانها يجازكم الله بحسبه { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } فاقيم السّبب مقام الجزاء .