Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 163-164)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } استيناف لتشييد رسالته حتّى يستفاد منه صدقه فى الولاية او لتشييد الوحى اليه فى الولاية ولذا لم يأت بأداة الوصل ، وتقديم المسند اليه مضمراً مصدّراً بانّ لتقوية الحكم مع اشارة ما الى الحصر ، فان المقصود نفس تقرير الوحى اليه من غير نظرٍ الى الوحى به فالمعنى لا بدع فى الوحى اليك حتّى تستوحش من عدم قبولهم ويستوحشوا من ادّعائك فلا تبال بردّهم وقبلوهم ، وان كان المقصود تقرير الوحى بالخلافة فالمعنى انّا اوحينا اليك بالخلافة ، ويؤيّده انّه لو كان المراد تقرير الرّسالة لكان ارسلنا مقام اوحينا اوقع ، وايضاً لو كان المراد ذلك لما ذكر بعد الرّسل فى قوله لئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرّسل لانّ معناه حينئذٍ بعد ارسال الرّسل ، وهذا المعنى يستفاد من كون الّلام غايةً لارسال الرّسل بخلاف ما اذا كان غايةً للوحى بالخلافة ، فانّ معناه حينئذٍ لئّلا يكون الارض بعد مضىّ الرّسل خاليةً عن الحجّة { كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } بالخلافة فلم يكن الوحى بالخلافة بدعاً حتّى يستوحشوا منه فلا تبال بهم { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } عطف على المشبّه او المشبّه به وذكر هؤلاء مخصوصاً بعد ذكرهم عموماً فى النّبيّين لشرافتهم والاهتمام بهم { وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً وَرُسُلاً } امّا من باب الاشتغال او بتقدير ارسلنا { قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } اليوم او من قبل هذه السّورة { وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } فكيف بالوحى .