Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 13-13)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ شَرَعَ لَكُم } اى جعل لكم مشرعاً وجادّة { مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً } الجمل السّابقة يحتمل كلّ منها كونه من قول الرّسول ( ص ) وكونه ابتداء كلامٍ من الله كما اشرنا اليه وكان قوله تعالى { وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } عطفاً على ما وصّى به نوحاً عطف المفرد ويجوز ان يكون مستأنفاً من الله سواء جعلت الجمل السّابقة من الله او من الرّسول ( ص ) ويكون حينئذٍ مبتدءً وخبره ان اقيموا الدّين او كبر على المشركين ويكون العائد مستتراً فى كبر وما تدعوهم اليه بدلاً منه { وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ } ان تفسيريّة او مصدريّة والدّين يطلق على الطّريق الى الله ، والطّريق الى الله تكويناً هى الولاية التّكوينيّة وتكليفاً الولاية التّكليفيّة وقد فسّر بعلىٍّ ( ع ) وعلى الاعمال الّتى تعين السّالك على الطّريق فى سيره ولذلك يسمّى الملّة ديناً ، واقامة الدّين بوصل كلّ مرتبة من الطّريق الى المرتبة الاخرى وبوصل اعمال كلّ مرتبةٍ منها الى اعمال المرتبة الاخرى نظير اقامة الصّلاة وقد مضى تفصيل اقامة الصّلاة فى اوّل البقرة { وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } فى الدّين اى الاعمال الّلازمة للطّريق او نفس الطّريق او فى علىّ ( ع ) وولايته بان اختار كلّ عملاً وطريقاً مغايراً لعمل الآخر وطريقه ، او بان يكون كلّ له طرقٌ عديدة واعمال مختلفة ، او يكون فى عمله اهوية عديدة واغراض كثيرة { كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ } بالله او بالولاية { مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } من التّوحيد وحصر العبادة فى الله او من الولاية { ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ } اى يولّى بالاجتباء { إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ } فلا تحزن انت على ادبارهم عن الله او عن علىٍّ ( ع ) { وَيَهْدِيۤ } اى يوصل او يسلك { إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } من يرجع اليه ، عن الصّادق ( ع ) ان اقيموا قال الامام ( ع ) ولا تتفرّقوا فيه كناية عن امير المؤمنين ( ع ) ما تدعوهم اليه من ولاية علىٍّ ( ع ) من يشاءُ كناية عن علىٍّ ( ع ) وبهذا المضمون وبالقرب منه اخبارٌ كثيرةٌ ، ولمّا كان القرآن ذا وجوه كثيرة كان هذا احسن وجوهه .