Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 4-4)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ } وهو الكتاب المبين الّذى هو اللّوح المحفوظ المعبّر عنه فى لسان الحكماء بالنّفس الكلّيّة ، او هو القلم الاعلى فانّه بوجهٍ قلمٌ وبوجهٍ كتابٌ وهو المسمّى فى لسان الحكماء بالعقل الكلّىّ ، او هو مقام المشيّة المعبّر عنها بنفس الرّحمان والاضافة الاشراقيّة فانّها بوجهٍ اضافة الحقّ ، وبوجهٍ فعله ، وبوجهٍ كلمته ، وبوجهٍ كتابه وهى امّ جميع الكتب { لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ } على الكلّ لا اعلى منه { حَكِيمٌ } ذو حكم او محكم لا يتطرّق الخلل والشّكّ والرّيب والفساد اليه ، وعن الصّادق ( ع ) : هو امير المؤمنين ( ع ) فى امّ الكتاب يعنى الفاتحة فانّه مكتوب فيها فى قوله تعالى : { ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ الفاتحة : 6 ] قال : الصّراط المستقيم هو امير المؤمنين ( ع ) ومعرفته ، ولا منافاة بين هذا الخبر وبين ما ذكرنا فى تفسير الآية فانّ عليّاً ( ع ) والقرآن فى هذا العالم منفكّان والاّ ففى العوالم العالية علىّ ( ع ) هو القرآن والقرآن هو علىّ ( ع ) ، كما انّ فاتحة الكتاب فى العوالم العالية هى النّفوس الكلّيّة والعقول الكلّيّة وهى المشيّة الّتى بها تحقّق كلّ ذى حقيقةٍ .