Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 57-57)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } لعلىّ بن ابى طالبٍ ( ع ) اى لمّا اجرى ابن مريم حال كونه مشبّهاً به لعلىّ بن ابى طالب ( ع ) كما ذكر فى اخبارٍ كثيرة { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ } اى من علىّ ( ع ) او من هذا التّشبيه { يَصِدُّونَ } يضجّون او يعرضون او يمنعون وقرئ يصدّون بضمّ الصّاد وبكسرها ، وعن النّبىّ ( ص ) انّه قال : الصّدود فى العربيّة الضّحك هذا ما وصل الينا فى اخبارٍ كثيرةٍ نشير الى شطرٍ منها ، وقيل : معناه ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً وشبيهاً بالآلهة فى العذاب فانّه لمّا نزل { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] ، قال المشركون : قد رضينا بان تكون آلهتنا حيث يكون عيسى ( ع ) ومعنى اذا قومك منه يصدّون يضجّون نحو ضجيج المجادلين حيث خاصموك فى تمثيلهم لعيسى ( ع ) بآلهتهم ، وقيل : لمّا ضرب الله المسيح مثلاً بآدم ( ع ) فى قوله : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } [ آل عمران : 59 ] خاصم بعض قريش النّبىّ ( ص ) فنزلت ، وقيل : لمّا مدح النّبىّ ( ص ) المسيح ( ع ) قالوا : انّ محمّداً ( ص ) يريد ان نعبده كما عبدت النّصارى عيسى ( ع ) ، وروى بينا رسول الله ( ص ) ذات يومٍ جالس اذ اقبل امير المؤمنين ( ع ) فقال له رسول الله ( ص ) : " انّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم ( ع ) ، لولا ان تقول فيك طوائف من امّتى ما قالت النّصارى فى عيسى بن مريم ( ع ) لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملاءٍ من النّاس الاّ اخذوا التّراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة " ، قال : فغضب الاعرابيّان والمغيرة بن شعبة وعدّة من قريش معهم فقالوا : ما رضى ان يضرب لابن عمّه مثلاً الاّ عيسى بن مريم … ! فأنزل الله على نبيّه ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً ( الى قوله ) لجعلنا منكم يعنى من بنى هاشم ملائكة فى الارض يخلفون ، وبهذا المضمون باختلافٍ يسيرٍ فى اللّفظ اخبارٌ كثيرة .