Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 5-5)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } اى اختلاف اللّيل والنّهار الطّبيعيّين بتعاقبهما ، وبالبرودة والحرارة وبالزّيادة والنّقيصة وبالظّلمة والاضاءة ، وكذلك اختلاف عالم الطّبع وعالم المثال والسّقم والصّحّة والغمّ والسّرور وغير ذلك من مصاديق اللّيل والنّهار { وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ } من اسباب رزق من الامطار واشعّة الكواكب وبرودة الهواء وبرودة اللّيل وحرارة النّهار او من رزقٍ انسانىٍّ من الكمالات النّفسانيّة الّتى تنزل من سماء العقول والنّفوس ، وأتى بالرّزق منكّراً تحقيراً بالنّسبة الى الرّزق الجسمانىّ وتفخيماً بالنّسبة الى الرّزق الانسانىّ { فَأَحْيَا بِهِ } اى باسباب الرّزق الجسمانىّ او بنفس الرّزق الانسانىّ { ٱلأَرْضَ } الطّبيعيّة بتهييج القوى والعروق المكمونة فيها والارض الانسانيّة بحياة العلم والدّين والايمان { بَعْدَ مَوْتِهَا } بعد كونها ميتةً { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ } وفى تصريفها بقاء المواليد وحركات السّحاب وتوسعة الامطار فى البلاد ورفع العفونات عن الهواء { آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يدركون بعقولهم بعد اليقين او يصيرون عقلاء وصاحبى مقام العقل بعد ان كانوا موقنين وصاحبى مقام القلب ، ولخفاء دلالتها على مبدءٍ مدبّرٍ حكيمٍ عليمٍ رؤفٍ رحيمٍ خصّصها بالعقلاء .