Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 29-30)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ صَرَفْنَآ } واذكروا وذكّر قومك اذ صرفنا { إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ } والمعنى صرّفناهم اليك من محالّهم بالتّوفيق ، وقيل : صرّفناهم اليك عن استراق السّمع من السّماء برجوم الشّهب ولم يكونوا بعد عيسى قد صرفوا منه فقالوا : ما هذا الّذى حدث فى السّماء الاّ من اجل شيءٍ قد حدث فى الارض فضربوا فى الارض حتّى وقفوا على النّبىّ ( ص ) وهو يصلّى الفجر فاستمعوا القرآن { يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ } اى النّبىّ ( ص ) او القرآن { قَالُوۤاْ } بعضهم لبعضٍ { أَنصِتُواْ } نستمع قراءته بلا مانعٍ { فَلَمَّا قُضِيَ } فرغ منه { وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُواْ } بدل من منذرين او حالٌ او مستأنفٌ جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ { يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتب { يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } المراد بالحقّ احكام الملّة وبالطّريق المستقيم الولاية او بالعكس ، او المراد بهما هى الولاية من قبيل عطف اوصافٍ متعدّدةٍ لشيءٍ واحدٍ . نقل انّه لمّا توفّى ابو طالبٍ اشتدّ البلاء على رسول الله ( ص ) فعمد ليقف بالطّائف رجاء ان يؤووه فوجد ثلاثة نفرٍ منهم هم سادة وهم اخوة فعرض عليهم نفسه ، فقال احدهم : انا اسرق ثياب الكعبة ان كان الله بعثك بشيءٍ قطّ ، وقال الآخر : اعجز على الله ان يرسل غيرك ؟ - وقال الآخر : والله لا اكلّمك بعد مجلسك هذا ابداً ، فلئن كنت رسولاً كما تقول فأنت اعظم خطراً من ان يُردّ عليك الكلام وان تكذب على الله فما ينبغى لى ان اكلّمك ، وتهزؤا به وافشوا فى قومه ما راجعوه به ، فقعدوا له صفّين على طريقه ، فلمّا مرّ رسول الله ( ص ) بين صفّيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما الاّ رضخوهما بالحجارة حتّى ادموا رجليه ، فخلص منهم وهما يسيلان دماً الى حائط من حوائطهم واستظلّ فى ظلٍّ منه وهو مكروبٌ موجع تسيل رجلاه دماً ، فاذا فى الحائط عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة فلمّا رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ولرسوله ، فلمّا رأياه ارسلا اليه غلاماً لهما يُدعى عداس معه عنبٌ وهو نصرانىّ من اهل نينوى فلمّا جاءه قال له رسول الله ( ص ) : " من اى ارضٍ انت ؟ - قال : من اهل نينوى ، قال : من مدينة العبد الصّالح يونس بن متّى ؟ - فقال له عداس : وما يدريك من يونس بن متّى ؟ - فقال : انا رسول الله ( ص ) ، والله تعالى اخبرنى خبر يونس بن متّى " ، فلمّا اخبره بما أوحى الله اليه من شأن يونس خرّ عداس ساجداً لرسول الله ( ص ) وجعل يقبّل قدميه وهما يسيلان الدّماء ، فلمّا بَصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا فلمّا أتاهما قالا : ما شأنك سجدت لمحمّدٍ ( ص ) وقبّلت قدميه ؟ - ولم تُرَك فعلت ذلك باحدٍ منّا ؟ - قال : هذا رجل صالح اخبرنى بشيءٍ عرفته من شأن رسولٍ بعثه الله الينا يُدعى يونس بن متّى فضحكا وقالا : لا يفتننّك عن نصرانيّتك فانّه رجل خدّاع ، فرجع رسول الله ( ص ) الى مكّة حتّى اذا كان بنحلة قام فى جوف اللّيل يصلّى فمرّ به نفرٌ من جنّ اهل نصيبين من اليمن ، فوجدوه يصلّى صلاة الغداء ويتلو القرآن فاستمعوا له ، وروى غير ذلك فى قصّة صرف الجنّ اليه ، من اراد فليرجع الى المفصّلات .