Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 35-35)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱصْبِرْ } ولا تجزع على أذاهم ولا تستعجل عذابهم { كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ } المشهور من اخبارنا انّ اولى العزم من الرّسل خمسة ، نوح وابراهيم وموسى وعيسى ( ع ) ومحمّد ( ص ) وسمّوا اولى العزم لانّ شريعتهم كانت ناسخةً لما سبق من الشّرائع وكانت حتماً على كلّ الخلائق بخلاف سائر الانبياء ( ع ) فانّ شريعتهم كانت شريعة من سبقهم ، وكانت فى قومٍ دون قومٍ ، وعلى هذا يكون من فى قوله تعالى من الرّسل للتّبعيض ، وقيل : جميع الرّسل كانوا اولى العزم فانّهم لم يكونوا على تردّدٍ من امرهم فيكون من للتّبيين ، وقيل : اولو العزم كانوا ستّةً ، نوح صبر على اذى قومه ، وابراهيم صبر على النّار ، واسحاق صبر على الذّبح ، ويعقوب صبر على فقد الولد وذهاب البصر ، ويوسف صبر فى البئر والسّجن ، وايّوب صبر على الضّرّ والبلوى ، وقيل : هم الّذين امروا بالجهاد والقتال واظهروا المكاشفة وجاهدوا فى الدّين ، وقيل : هم ابراهيم وهود ونوح ( ع ) ورابعهم محمّد ( ص ) { وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ } العذاب فانّه كائن لا محالة عن قريبٍ { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ } من العذاب { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ } فى التّنعّم والدّنيا { إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ } يعنى انّ المكث فى الدّنيا وان كان اطول زمانٍ ليس الاّ كساعة فمالك تستعجل العذاب الوارد عليهم عن قريبٍ { بَلاَغٌ } خبر مبتدءٍ محذوفٍ والجملة صفة ساعة ، او جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ اى هذه السّاعة ليست لتمتّعهم بل هى بلاغ لهم الى يوم يرونه فهو تسليةٌ اخرى له ( ص ) وعلّة اخرى لنهيه عن الاستعجال ، او هذا اللّبث بلاغ لهم الى هذا اليوم ، او مبتدء خبرٍ محذوفٍ اى لهم بلاغ سيبلغون الى هذا اليوم فلا تستعجل ، او لهم بلاغ الى هذا اليوم الآن فانظر حتّى ترى فانّ الكلّ بوجهٍ فى نظر البصيرة فى القيامة والحساب ، او المعنى هذا القرآن ، او هذه المواعظ والتّهديدات ، او ولاية علىٍّ ( ع ) تبليغ منك لرسالتك فلا تكترث بهم قبلوا او ردّوا { فَهَلْ يُهْلَكُ } عن الحياة الانسانيّة { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ } الخارجون عن طاعة ولاة الامر فلا تحزن على الهالكين ، قيل : ما جاء فى الرّجاء شيءٌ اقوى من هذه الآية .