Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 4-5)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ } فاضربوهم ضرب الرّقاب { حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ } يعنى فاسروهم واحفظوهم بالوثاق ، والوثاق بالكسر والفتح ما يوثق به { فَإِمَّا مَنًّا } اى تمنّون منّاً { بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } تخيير بين المنّ والفداء ، او بيان لفائدة الحكم السّابق من دون تعرّضٍ لحكم المنّ والفداء { حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } بيانٌ لغاية ضرب الرّقاب وشدّ الوثاق يعنى انّ ضرب الرّقاب واسر الرّجال ليس الاّ ما دام الحرب قائمة فاذا انقضت الحرب فلا تتعرّضوا لهم ، او المعنى حتّى لا يبقى محاربٌ وحرب فى بلادكم فيكون رفع المحاربة من البين علّةً غائيّةً للمحاربة ، عن الصّادق ( ع ) انّه قال : كان ابى يقول : انّ للحرب حكمين ؛ اذا كانت الحرب قائمة لم تضع اوزارها ولم يثخن اهلها فكلّ اسيرٍ اخذ فى تلك الحال فانّ الامام فيه بالخيار ، ان شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من خلافٍ بغير حَسْمٍ وتركه يتشحّط فى دمه حتّى يموت وهو قول الله عزّ وجلّ : { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ } [ المائدة : 32 ] ( الآية ) قال والحكم الآخر اذا وضعت الحرب اوزارها وأثخن اهلها فكلّ اسيرٍ اخذ على تلك الحال فكان فى ايديهم فالامام فيه بالخيار ان شاء من عليّهم فأرسلهم ، وان شاء فاداهم انفسهم ، وان شاء استعبدهم فصاروا عبيداً { ذَلِكَ } اى الامر والسّنّة بحسب الاسباب ذلك ، او ذلك حكم الله بحسب الاسباب ، او خذوا ذلك والزموه بحسب الاسباب { وَ } لكن { لَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ } من دون امركم بقتالهم { وَلَـٰكِن } يأمركم بقتالهم { لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ } فانّ فى الجهاد تحصيل خصالٍ عظيمةٍ لا يمكن تحصيلها الاّ به ، وتهديداً عظيماً للكفّار حتّى يرغبوا فى التّوبة قبل الاستيصال { وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } قرئ قتلوا مجرّداً مبنيّاً للمفعول ، وقرئ قاتلوا { فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ } الى ما ينبغى ان يُهدوا اليه من الكمالات الانسانيّة ودرجات الجنان { وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } حتّى لا يكون حين تلذّ ذاتهم الانسانيّة ما يغيّر حالهم .