Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 22-25)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كفَرُواْ } يوم الحديبيّة { لَوَلَّوُاْ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ } يعنى سنّ الله نصرة الانبياء وهزيمة الكفّار لو قاتلوا الانبياء من قبل هذا الزّمان { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم } بالرّعب فى قلوبهم والنّهى لكم عن مقاتلتهم والامر بالصّلح { بِبَطْنِ مَكَّةَ } يعنى الحديبيّة { مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } اى من بعد ان جعلكم مشرفين على الظّفر عليهم او من بعد ان اظفركم عليهم ببدرٍ ويوم الخندق وفى اُحدٍ { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } جوابُ سؤالٍ فى مقام التّعليل { وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً } محبوساً { أَن يَبْلُغَ } من ان يبلغ { مَحِلَّهُ } وهو محلّ النّحر يعنى مكّة فانّها محلّ نحر هدى العمرة { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } بيانٌ لعلّة منعهم عن دخول مكّة { لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ } بدل من رجال او من مفعول لم تعلموهم او بتقدير فى ظرف لتعلموهم { فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ } عيب يعيبكم به المشركون بان يقولوا : قتلوا اهل دينهم ، او اثم وجناية اودية وكفّارة { بِغَيْرِ عِلْمٍ } وجواب لولا محذوف اى لاغريناكم بهم او لادخلناكم مكّة { لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ } متعلّق بمحذوفٍ اى فمنعناكم عن الدّخول ليدخل الله { فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } من المؤمنين بسلامته من القتل والاذى ولحوق الكفّارة والدّية ومن الكافرين بدخوله فى الاسلام { لَوْ تَزَيَّلُواْ } اى لو تميّز المؤمنون والكافرون { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من اهل مكّة { عَذَاباً أَلِيماً } فلحرمة اختلاط المؤمنين بالكافرين ، ولحفظ نفوس المؤمنين الّذين كانوا بمكّة عن القتل والاذى ، ولحفظ نفوس الّذين كانوا مع محمّدٍ ( ص ) عن لحوق المعرّة ، ولحفظ نفوس المؤمنين الّذين كانوا فى اصلاب الكافرين لم يعذّبهم الله ، وقيل : انّ صلح الحديبيّة كان اعظم فتح للاسلام حيث اختلط المؤمنون بالكافرين واظهروا دينهم من غير خوفٍ وتقيّةٍ فرغب فى دينهم كثير من الكافرين ودخلوا فيه من غير سيفٍ ، وعن الصّادق ( ع ) انّه سئل : الم يكن علىٌّ ( ع ) قويّاً فى بدنه قويّاً فى امر الله ؟ - فقال : بلى ، قيل : فما منعه ان يدفع او يمتنع لها ؟ - قال : فافهم الجواب ، منع عليّاً ( ع ) من ذلك آية من كتاب الله تعالى ، فقيل : واىّ آيةٍ ؟ - فقرأ : { لَوْ تَزَيَّلُواْ } ( الآية ) كان لله تعالى ودائع مؤمنون فى اصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علىّ ( ع ) ليقتل الآباء حتّى تخرج الودائع ، فلمّا خرجت ظهر على من ظهر وقتله ، وكذلك قائمنا اهل البيت لن يظهر ابداً حتّى يخرج ودائع الله فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله ، وفى هذا المعنى اخبارٌ عديدةٌ ، وقال ( ع ) : لو اخرج الله ما فى اصلاب المؤمنين من الكافرين وما فى اصلاب الكافرين من المؤمنين لعذّبنا الّذين كفروا .