Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 9-10)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لِّتُؤْمِنُواْ } صرف الخطاب عنه ( ع ) الى امّته للاشارة الى انّ غاية الارسال ايمان المؤمنين { بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ } قرئ من باب الافعال والتّفعيل والثّلاثىّ المجرّد من باب ضرب ونصر ، وقرئ تعزّزوه بالزّائين المعجمتين { وَتُوَقِّرُوهُ } قرئ من باب التّفعيل والافعال { وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ } جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ فى مقام التّعليل ، او فى مقام بيان الحال ، كأنّه قيل : ما حال البائعين مع الرّسول ( ص ) ؟ - فقال تعالى : انّ الّذين يبايعونك { إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } لانّك مظهرٌ لله ولا حكم للمظهر حين ظهور الظّاهر فيه وانّما الحكم للظّاهر فقط { يَدُ ٱللَّهِ } لا يدك { فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } وقد مضى تفصيلٌ لاخذ البيعة عند قوله { أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } [ التوبة : 104 ] ، وعند قوله { إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ التوبة : 111 ] ( الآية ) من سورة التّوبة وقد ذكر بيانٌ للبيعة فى غير هذه السّورة ايضاً { فَمَن نَّكَثَ } نقض البيعة بنقض شروطها وعدم الاتيان بها ، او بالاعراض عنها وفسخها { فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } لانّ ضرره عائدٌ اليها { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ ٱللَّهَ } قرئ بضمّ الهاء فى عليه حفظاً لتفخيم لفظ الله { فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } لا يمكن ان يوصف ، قال القمّىّ : نزلت الآية فى بيعة الرّضوان لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشّجرة واشترط عليهم ان لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله ( ص ) شيئاً يفعله ولا يخالفوه فى شيءٍ يأمرهم به فقال عزّ وجلّ بعد نزول آية الرّضوان : انّ الّذين يبايعونك انّما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم ( الآية ) وانّما رضى الله عنهم بهذا الشّرط ان يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى الله عنهم فقدّموا فى التّأليف آية الشّرط على آية الرّضوان : وانّما نزلت اوّلاً بيعة الرّضوان ثمّ آية الشّرط فيها .