Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة فانّ هذا حكم قالبىّ لجملة المسلمين { لاَ تُقَدِّمُواْ } قدم كنصر وقدّم من التّفعيل واستقدم وتقدّم بمعنىً والمعنى لا تمشوا { بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } والمقصود لا تقدّموا بين يدى رسوله لكنّه اضاف الله للاشعار بانّ التّقدّم بين يدى رسول الله ( ص ) هو التّقدّم بين يدى الله لانّ رسوله مظهره ، وقرئ لاى تقدّموا من التّفعّل اى لا تتقدّموا ، ويجوز ان يكون لا تقدّموا بضمّ التّاء وكسر الدّال من قدّمه اذا جعله مقدّماً فى الامر ، ويكون المعنى لا تقدّموا احداً على الله ورسوله ( ص ) ، او لا تقدّموا امراً على امر الله ورسوله ( ص ) او لا تختاروا امراً بين يدى رسوله ( ص ) من دون اذنه ، او لا تجعلوا امر انفسكم مقدّماً على امر الله بان تجعلوا فى الاعمال المعاديّة امر النّفس والغايات النّفسيّة نصب اعينكم غافلين عن امر الله ، وبان يكون نظركم فى الاعمال المعاشيّة الى ما يزيّنه لكم انفسكم من دون نظر فيها الى امر الله ونهيه ، والمقصود من الكلّ هو المقصود من كلّ القرآن وهو لا تقدّموا احداً فى الخلافة ولا تُقْدموا على الخلافة من دون امر الله ورسوله ( ص ) { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اى سخطه فى الاقدام على الامور الشّرعيّة { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لما تقولون فى امر الخلافة ، او لما تأمركم انفسكم عند اعمالكم المعاديّة والمعاشيّة { عَلِيمٌ } بنيّاتكم ودقائق اعمالكم واحوالكم ومكنوناتكم الّتى لا اطّلاع لكم عليها .