Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 6-7)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ } نزلت الآية فى الوليد بن عقبة بعثه رسول الله ( ص ) فى صدقات بنى المصطلق فخرجوا يتلقّونه فرحاً به وكانت بينهم عداوة فى الجاهليّة فظنّ انّهم همّوا بقتله فرجع الى رسول الله ( ص ) وقال : انّهم منعوا صدقاتهم فغضب النّبىّ ( ص ) فنزلت الآية ، وقيل : نزلت فى عائشة حين رمت مارية القبطيّة بجريح القبطىّ ، فدعا رسول الله ( ص ) عليّاً ( ع ) وقال : " يا اخى خذ هذا السّيف فان وجدته عندها فاقتله " ، فقال : يا رسول الله ( ص ) اكون فى امرك اذا ارسلتنى كالسّكّة المحماة امضى لما امرتنى ام الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب ، فقال : " بل الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب " ، قال علىّ ( ع ) فأقبلت متوشّحاً بالسّيف فوجدته عندها فاخترطت السّيف فلمّا عرف انّى اريده أتى نخلة فرقى اليها ثمّ رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه فاذا انّه اجبّ امسح ، ماله ما للرّجال ، فرجعت فأخبرت النّبىّ ( ص ) فقال : " الحمد لله الّذى يصرف عنّا السّوء اهل البيت " ، والمعنى ان جاءكم جنس الفاسق الخارج عن طاعة الله ورسوله او جاءكم فاسق واحد فتبيّنوا الخبر وتجسّسوا صدقه وكذبه ، وقد مضى مكرّراً انّ مفهوم المخالفة غير معتبرٍ فى المخاطبات خصوصاً فى الاحكام فليس المقصود ان جاءكم عادل فاعملوا ولا تبيّنوا ، ولا ان جاءكم فاسقان فلا تبيّنوا واعملوا ، فمن اعتبر المفهوم وقال : خبر العدل الواحد حجّة باعتبار مفهوم مخالفة هذه الآية لا يُصغى اليه { أَن تُصِيبُواْ } كراهة ان تصيبوا { قَوْماً بِجَهَالَةٍ } بحالهم { فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ } فتبيّنوا الاخبار بالعرض عليه واستأذنوه فى العمل بها حتّى لا تصيروا نادمين على فعلكم ، او هو تمهيد لما بعده كأنّه قال : انّ هذا الّذى هو فيكم هو رسول الله ( ص ) اعتباراً للوصف العنوانىّ { لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } ويطرح امر الله وحكمه { لَعَنِتُّمْ } لتعبتم او هلكتم وهو ردّ لما اشار اليه بعضهم من الايقاع ببنى المصطلق { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ } استدراكٌ لما توهّم من انّهم ارادوا ان يحملوا رسول الله ( ص ) على طاعتهم كأنّه قال لكنّ الله حبّب { إِلَيْكُمُ ٱلأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ } فلا تريدون حمل الرّسول ( ص ) على اتّباعكم والمراد بالايمان علىّ ( ع ) ، او قبول ولايته ، او محمّد ( ص ) ، او قبول رسالته الّذى هو الاسلام { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ وصرفٌ للخطاب عن المؤمنين والجملة معترضة او غير معترضة .