Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 9-9)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } اى المسلمين { ٱقْتَتَلُواْ } بيانٌ لادب المعاشرة { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ } بالرّجوع الى الرّسول وما حكم به { فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ } لمّا كان الاصلاح بعد الامر بالمقاتلة مع الباغين مظنّة للحيف قيّده بالعدل ، او المراد انّ الاصلاح كما يكون باستيفاء جميع الحقوق من الطّرفين يكون باسقاط بعض الحقوق والاغماض عن بعضٍ فقيّده بالعدل للاشعار بانّ الاصلاح ينبغى ان يكون باستيفاء الحقوق { وَأَقْسِطُوۤاْ } فى جميع الامور حتّى فى العبادات فلا تضيّقوا على انفسكم { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } قيل : نزلت فى قتالٍ وقع بين الاوس والخزرج فى عهد الرّسول ( ص ) بالسّعف والنّعال ، وعن الصّادق ( ع ) لمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله ( ص ) : " انّ منكم من يقاتل بعدى على التّأويل كما قاتلت على التّنزيل ، فسئل من هو ؟ - قال : خاصف النّعل " يعنى امير المؤمنين ( ع ) فقال عمّار بن ياسر : قاتلت بهذه الآية مع رسول الله ( ص ) ثلاثاً وهذه الرّابعة والله لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا السّعفات من هجرٍ لعلمنا انّا على الحقّ وانّهم على الباطل ، وكانت السّيرة فيهم من امير المؤمنين ( ع ) ما كان من رسول الله ( ص ) فى اهل مكّة يوم فتح مكّة فانّه لم يَسْب لهم ذرّيّة وقال : من اغلق بابه فهو آمنٌ ، ومن القى سلاحه فهو آمنٌ ، ومن دخل دار ابى سفيان فهو آمنٌ ، وكذلك قال امير المؤمنين ( ع ) يوم البصرة نادى فيهم لا تَسْبوا لهم ذرّيّةً ، ولا تجهزوا على جريحٍ ، ولا تتبعوا مدبراً ، ومن اغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن .