Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 104-105)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ } من حدود الشّرع { قَالُواْ } اكتفاء بما اعتادوه وقلّدوه من غير تعقّل { حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ } يعنى لا حجّة لهم سوى فعل آبائهم وهو افضح من الاسناد الى علمائهم { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } عليكم اسم فعل بمعنى الزموا وقرئ برفع انفسكم فهو ظرف خبره والمعنى الزموا انفسكم لا تتجاوزوها الى غيركم ما لم تصلحوها ، فانّ الاشتغال بالغير قبل اصلاح النّفس سفاهة ويصير سبباً لفساد اخر مقتبس من الغير وسبباً لاستحكام الفساد الحاصل فيصير ظلمات النّفس مستحكمة متراكمة ، فما دام الانسان يكون مبتلى فى نفسه بالفساد والمرض ينبغى ان يطلب من يطّلع على امراضه ومفاسده فاذا وجده فليتعلّم منه ما يصلح به فساده ويعالج به امراضه ، فاذا تعلّم ذلك فينبغى ان يشتغل عن كلّ شيء بنفسه ولا يفارق اصلاحها ما بقى الفساد فيها ، وذلك الشّخص امّا نبىّ فيكون آمنوا بمعنى بايعوا على يد محمّد ( ص ) او ولىّ فيكون بمعنى بايعوا على يد علىّ ( ع ) ، ويحتمل ان يكون اعمّ من النّبىّ ( ص ) والولىّ ( ع ) فيكون آمنوا ايضاً عامّاً ، ولمّا علمت سابقاً انّ الولاية هى حقيقة كلّ ذى حقيقة ونفسيّة كلّ ذى نفس وهذا المعنى يظهر لمن آمن بعلىّ ( ع ) واتّصل بملكوت وليّه ، فانّه يرى انّ ملكوت وليّه مع انّها انزل مراتب الولاية كانت حقيقته ونفسه وانّه كان مظهراً لها تيسّر لك تفسيرها بان تقول : عليكم امامكم ويكون آمنوا بمعنى آمنوا بالبيعة الخاصّة الولويّة ، فانّ البيعة العامّة لا تجعل البايع متوجّهاً ، الى قلبه ونفسه لعدم اتّصالها بالقلب وما لم يتوجّه الى قلبه لا يتيسّر له الحضور عند امامه ، وما لم يمكن له الحضور لم يؤمر بالملازمة ، وبالملازمة يحصل له جميع الخيرات الدّنيويّة والاخرويّة ، ولذا أمروا بتلك الملازمة والاعراض من الكلّ ، وما روى فى المجمع يشير الى هذا المعنى ، فانّه روى فيه انّ ابا تغلبة سأل رسول الله ( ص ) عن هذه الآية فقال : " ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فأذا رأيت دنيا مؤثرة وشحّاً مطاعاً وهوى متّبعاً واعجاب كلّ ذى رأى برأيه فعليك بخويّصّة نفسك وذر عوامّهم " ، فانّه ليس المراد بهذه الخصوصيّة خصوصيّة النّسب الصّورية بل النّسب الرّوحانيّة ولا شكّ انّ امامه اخصّ هؤلاء الخواصّ { لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ } يعنى اذا لم تهتدوا يضرّكم ضلال من ضلّ لسنخيّتكم لهم واقتباسكم الفساد منهم { إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } فمن يلازم امامه او نفسه فله جزاء ومن يراقب النّاس وينظر الى مساويهم فله جزاء .