Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 116-116)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ } اتى بالماضى لتحقّق وقوعه او لانّه كان بالنّسبة الى الرّسول المخاطب ماضياً بحسب المقام { يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ } الخطاب لعيسى ( ع ) والمقصود تقريع امّته وتبكيتهم والمنظور التّعريض بامّة محمّد ( ص ) الّذين قالوا بآلهيّة الائمّة { مِن دُونِ ٱللَّهِ } والسّرّ فى هذا التّقييد فى كثيرٍ من امثال هذه الآية انّ جعل الخلفاء مظاهر الهيّته وآلهة بآلهيّته كما ورد عنهم فى قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ } [ الزخرف : 84 ] انّه كناية عن تسلّط خلفائه لا ضير فيه ولا عقاب على قائليه وجعلهم او غيرهم آلهةً مقابلة لله ومغايرة له كفر باعث للعتاب على قائليه { قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ } ما ينبغى لى والتّعبير بالمضارع للاشارة الى انّه بعد كونه على اشرف الاحوال لا يليق بحاله التّفوّة بمثل هذا المقال فكيف قال وهو فى اخسّ الاحوال ، كأنّه قال لا يليق بحالى واقرارى بعبوديّتك والخلوص فى طاعتك فى هذه الحالة { أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } فكيف قلته فى اخسّ الاحوال { إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ } لانّك { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } هو من باب المشاكلة او المعنى ما فى ذاتك او هذه الكلمة كناية عمّا يخفى الانسان عن الغير من غير ملاحظة نفس وروح { إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } تعليل للجملتين بمنطوقه ومفهومه .