Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 33-34)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ } بمحاربة اوليائه وعباده المؤمنين { وَرَسُولَهُ } بمحاربة نفسه او خليفته او المؤمنين او بقطع طريقهم او قطع طريق من يريد الرّسول ( ص ) والامام ( ع ) واقلّه ان يشهر السّيف لاخافة مؤمن ويحمل السّيف باللّيل الاّ ان لا يكون من اهل الرّيبة { وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً } مفعول مطلق ليسعون من غير فعله او بتقدير مصدرٍ من السّعى ، والافساد فى الارض بقطع طريقٍ ونهب مالٍ وقتل نفسٍ { أَن يُقَتَّلُوۤاْ أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأَرْضِ } وقد اختلف الاخبار فى انّ العقوبات مخيّرة او منوطة برأى الامام كيف شاء ، او منوطة برأيه لكن بملاحظة الجناية ومقدارها واختياره العقوبة على قدر الجناية ، وكذا فى النّفى من الارض بأنّه اخراج من المصر الّذى هو فيه الى مصرٍ آخر ، مع انّه يكتب الى ذلك المصر بانّه منفىّ فلا تجالسوه ولا تبايعوه ولا تناكحوه ولا تؤاكلوه ولا تشاربوه الى سنة ، او بأنّه اغراق فى البحر ، او بأنّه ايداع فى الحبس { ذٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ليس المراد بهذه التّوبة هى الّتى بين الله وبين العبد من النّدم على المعصية واجراء لفظ التّوبة على اللّسان ، فانّه لا تعلم الا باقرار التّائب واقرار الشّخص غير نافذ فيما هو له ، بل فيما هو عليه بل المراد هى الّتى تكون مناط الاسلام او الايمان بقبول الدّعوة الظّاهرة او الدّعوة الباطنة فانّها ليست امراً بين الله وبين العبد فقط ، بل لا بدّ فيها من قبول الرّسول ( ص ) او الامام ( ع ) توبته والاستغفار له واخذ الميثاق منه ، ومن استغفر الرّسول ( ص ) او الامام له وقبل توبته فهو مغفور له مقبول توبته ومشهود له بالتّوبة ، لانّ الاسلام يجبّ ما قبله ، ولمّا ذكر حال المحاربين والمفسدين وانّ عقوبتهم فى الدّنيا وفى الآخرة اشدّ عقوبة وانّ من تاب على يد الرّسول ( ص ) او الامام ( ع ) وتوسّل بهما الى الله يسقط منه تلك العقوبة العظيمة ، صار المقام مناسباً لان ينادى التّائبين على يد محمّد ( ص ) ويحذّرهم عمّا يوجب تلك العقوبة ويرغّبهم فيما يسقطها فيقول : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا } .