Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 48-48)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } بسبب الحقّ او متلبّساً الحقّ او مع الحقّ ، وقد سبق انّ الحقّ فى امثال المقام هو الولاية الكبرى { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ } من جنس الكتب المنزلة والنّبوّات الماضية { وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } رقيباً على ذلك الكتاب بحفظه عن التّغيير واظهار ما كتموه منه وتصديقه وتصديق النّبوّات الماضية ، والمهيمن من اسمائه تعالى بمعنى الرّقيب والحافظ والمؤتمن والامين والشّاهد { فَٱحْكُم بَيْنَهُم } بين امّتك او بين اهل الكتاب ان اخترت الحكم بينهم والمقصود التّعريض بالامّة وحكمهم { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فى علىّ ( ع ) { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ } وهو الكتاب والنّبوّة فانّهما صورتا الحقّ الّذى هو الولاية { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً } اى لكلّ فرقة وامّة منكم جعلنا شريعة بحسب القالب وتأخير منكم للاشارة الى انّ الشّرعة الخاصّة بكلّ امّة انّما نشأت من اختلاف استعدادهم { وَمِنْهَاجاً } طريقاً واضحاً بحسب القلب ، والشّرعة الطّريقة الى الماء الّتى يرد عليها جميع الخلق بالسّويّة والاحكام القالبيّة فى كلّ امّة وشريعة طريقة الى ماء الحيوة ويستوى فيها جميع الامّة ، والمنهاج من نهج الامر اذا وضح والمراد الطّريق الواضح من القلب الى الحقّ وهو بمنزلة التّعليل لسابقه يعنى لا تتجاوز عن شرعتك الخاصّة بواسطة شرائعهم ، فانّ شرائعهم كانت خاصّة بهم ولك شرعة خاصّة بك { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } متّفقة على طريقة واحدة من غير نسخ شريعة وتجديد اخرى { وَلَـٰكِن } جعلكم امماً مختلفة { لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم } من الشّرائع الجديدة لانّ قبول المألوف المعتاد اسهل على النّفس ولا يظهر صدق الايمان به بخلاف غير المألوف ، فانّ قبوله لا يكون الاّ عن صدق الايمان بمن اتى به { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } يعنى اذا علمتم انّ الاختلاف امتحان لكم فاستبقوا الخيرات الّتى هى ما أمر الله به على لسان نبيّه ( ص ) لا العادات الّتى اخذتموها من اسلافكم ، يعنى خذوا الخيرات سابقين على نفوسكم فانّها تأمركم بالعادات او سابقين على اقرانكم حيازة لقصب السّبق { إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } السّابق والّلاحق والاخذ بالامر والاخذ بالعادة وهو تعليل لقوله فاستبقوا ووعد ووعيد للفريقين { فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } من الحقّ والباطل والامر والعادة وهذا ايضاً تعريض بالولاية واختلافهم فيها بعد الرّسول ( ص ) .