Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 69-69)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمّد ( ص ) بقبول الدّعوة الظّاهرة وبالبيعة العامّة النّبويّة { وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئُونَ } عطف على محلّ اسم انّ على ضعف او على محلّ ان واسمها { وَٱلنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ } بقبول الدّعوة الباطنة والبيعة مع علىّ ( ع ) بالبيعة الخاصّة الولويّة ودخول الايمان فى قلوبهم ، فانّ به فتح باب القلب ، وبفتحه رفع الخوف والحزن والايقان باليوم الآخر ، وبه يعمل العمل الصّالح { بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً } الاعمال المرتبطة بالايمان الدّاخل فى القلب الّذى هو اصل كلّ صالح ، وغيره بتوسّطه يصير صالحاً { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } لانّ الخوف والحزن من صفات النّفس وهؤلاء قد خرجوا من دار النّفس ودخلوا فى حدود دار القلب فتبدّل خوفهم خشيةً وحزنهم قبضاً ، ولا ينافى هذا ما ورد كثيراً من نسبة الخوف والحزن الى المؤمن الخاصّ فى الآيات والاخبار ، لانّ اطلاق الخوف والحزن على ما للمؤمن الخاصّ انّما هو باعتبار معناهما العامّ وقد عدّ الفرح من جنود العقل والحزن من جنود الجهل ، وما ورد من انّ المؤمن خوفه ورجاءه متساويان ككفّتى الميزان فانّما يراد بالخوف معناه الاعمّ ، وورد انّ المراد نفى الخوف والحزن فى الآخرة .