Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 94-95)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بقبول الدّعوة الظّاهرة اى اسلموا { لَيَبْلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } يعنى فى احرامكم قيل : نزلت فى غزوة الحديبية جمع الله عليهم الصّيد ، وعن الصّادق ( ع ) حشر عليهم الصّيد فى كلّ مكان حتّى دنا منهم { لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِٱلْغَيْبِ } بترك الصّيد مع سهولته بمحض النّهى { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ } الابتلاء والنّهى { فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ ٱلصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } عن الصّادق ( ع ) اذا أحرمت فاتّق قتل الدّوابّ كلّها الاّ الافعى والعقرب والفأرة ، وذكر الوجه لكلّ وتفصيل ذلك موكول الى الفقه ، والحرم جمع الحرام بمعنى المحرم او جمع الحرم بكسر الحاء وسكون الرّاء او جمع الحريم بمعنى المحرم بالحجّ او العمرة وبمعنى الدّاخل فى الحرم وكلا الوجهين صحيح لفظاً ومعنى { وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ } فى اخبار كثيرة انّ المراد ذو عدل وهو العدل الآلهىّ من الرّسول ( ص ) والامام وتثنية ذوا عدل خطأ من الكتّاب ولفظ الكتاب ذو عدل بدون الالف ، ولمّا لم يرخّص فى الشّريعة الآلهيّة لشيء من القياس كان هذه الكلمة ذا عدلٍ بالافراد وكان ذا عدلٍ مختصّاً بالحاكم الآلهىّ حتّى يسدّ باب القياس بالكلّيّة ، وان لم يكن كذلك جاز لمجوّز القياس التّمسّك به فى جواز قياسه { هَدْياً بَالِغَ ٱلْكَعْبَةِ } كيفيّة بلوغه الكعبة موكولة الى الفقه { أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَاماً } كما فصّل فى الفقه { لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ } وثقل هتكه لحرمة الحرم { عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَف } على زمان الحكم بحرمة قتل الصّيد { وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ ٱللَّهُ مِنْهُ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } عن الصّادق ( ع ) فى محرم اصاب صيداً ؟ - قال : عليه الكفّارة ، قيل فان اصاب آخر ؟ - قال : فان اصاب آخر فليس عليه كفّارة وهو ممّن قال الله تعالى : { وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ ٱللَّهُ } ، وفى معناه اخبار أخر ، وعنه اذا اصاب المحرم الصّيد خطأ فعليه الكفّارة فان اصاب ثانيةً خطأ فعليه الكفّارة ابداً اذا كان خطأ ، فان اصابه متعمّداً كان عليه الكفّارة ، فان اصابه ثانية متعمّداً فهو ممّن ينتقم الله منه ولم يكن عليه الكفّارة ، وعلى هذا فمعنى عفا الله عمّا سلف عفا عن الدّفعة الاولى السّابقة على الثّانية .