Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 15-15)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حديثٌ فى تجدّد العوالم غير هذا العالم . { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } فنعجز عن الاعادة بذلك ؟ { بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } اى فى اشتباه ولذلك انكروا الخلق الجديد لا انّ لهم برهاناً على عدم الاعادة كما يدّعيه الفلاسفة ، او فى اختلاط من خلقٍ جديدٍ يعنى انّ خلقتهم القديمة مختلطة بخلقتهم الجديدة لكنّهم غافلون عنه ، او فى لبس لباسٍ على ان يكون اللّبس بفتح اللاّم بمعنى اللّبس بضمّ اللاّم وقد سبق فى اوّل البقرة عند قوله { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } [ البقرة : 3 ] وعند قوله { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً } [ البقرة : 28 ] ( الآية ) ما به غنية عن بيان كونهم فى خلقٍ جديدٍ ، ونكّر الخلق الجديد لانّ الخلق الجديد لهم من قبيل الحركة فهم فى كلّ آنٍ فى خلقٍ غير الخلق الاوّل فلا بقاء لفردٍ من افراده حتّى يمكن ان يعرف ، وعن الباقر ( ع ) انّه سئل عن هذه الآية فقال : تأويل ذلك انّ الله تعالى اذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن اهل الجنّة الجنّة واهل النّار النّار جدّد الله عالماً غير هذا العالم ، وجدّد خلقاً من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحّدونه ، وخلق لهم ارضاً غير هذه الارض تحملهم ، وسماء غير هذا السّماء تظلّهم ، لعلّك ترى انّ الله انّما خلق هذا العالم الواحد ، او ترى انّ الله لم يخلق بشراً غيركم ، بلى والله لقد خلق الف الف عالمٍ ، والف الف آدم ، انت فى آخر تلك العوالم واولئك الآدميّين .