Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 18-19)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ } قرئ بتشديد الصّاد من التّفعّل بمعنى الّذين يعطون الصّدقات ، وقرئ بتخفيف الصّاد من التّفعيل بمعنى الّذين صدقوا الله ورسوله { وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ } جملة حاليّة او معترضة او معطوفة على صلة الالف واللاّم ، وعلى اىّ تقديرٍ هو تقييد للتّصدّق ان كان بمعنى الانفاق المطلق ، او تأكيدٌ له ان كان بمعنى الانفاق لوجه الله ، او يكون المراد بالتّصدّق الانفاق على الفقراء ، وباقراض الله صلة الامام ( ع ) ، وعلى قراءة تخفيف الصّاد يكون عطفاً وبمنزلة ان يقال : انّ الّذين آمنوا وانفقوا ، وعلى قراءة تشديد الصّاد يكون قوله : انّ المصّدّقين والمصّدّقات واقرضوا الله { قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } بمنزلة انّ الّذين يعطون الزّكاة وبياناً لجزاء الانفاق ويكون قوله { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ } بياناً لجزاء الايمان وبعبارةٍ اخرى انّ المصدّقين بيان لجزاء القوّة العمّالة وانّ الّذين آمنوا بيانٌ لجزاء القوّة العلاّمة ، وبعبارةٍ اخرى الاوّل بيان لجزاء الزّكاة ، والثّانى بيان لجزاء الصّلاة وترجيح لجانب القوّة العلاّمة والصّلاة على القوّة العمّالة والزّكاة فانّ قوله تعالى اولئك هم الصّدّيقون { وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } لحصر كمال الصّدق والشّهادة فيهم وقوله تعالى { لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } تفخيمٌ لاجرهم ونورهم باضافتهما اليهم بمعنى انّ اجرهم لا يمكن معرفته الاّ باضافته اليهم ، وقيل : انّ الشّهداء مبتدء وخبره لهم اجرهم ، وعن الباقر ( ع ) انّه قال : العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهدوا لله مع القائم ( ع ) بسيفه ثمّ قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله ( ص ) بسيفه ، ثمّ قال الثّالثة : بل والله كمن استشهد مع رسول الله ( ص ) فى فسطاطه ، وفيكم آية من كتاب الله قيل : واىّ آية ؟ - قال : قول الله والّذين آمنوا بالله ورسله ( الآية ) ثمّ قال : صرتم والله صادقين شهداء عند ربّكم ، والاخبار الواردة بهذا المضمون يعنى تخصيص الصّدّيقين والشّهداء بشيعتهم كثيرة ، وفى هذا الخبر غنية عن نقلها ، وروى عن امير المؤمنين ( ع ) انّه لمّا قتل يوم النّهر وان الخوارج قام اليه رجلٌ ، فقال : يا امير المؤمنين ( ع ) طوبى لنا اذ شهدنا معك هذا الموقف وقتلنا معك هؤلاء الخوارج ، فقال امير المؤمنين ( ع ) : والّذى فلق الحبّة وبرأ النّسمة لقد شهدنا فى هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا اجدادهم بعدُ ، فقال الرّجل : وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا ؟ - قال : بل قوم يكونون فى آخر الزّمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلّمون لنا فاولئك شركاؤنا فيه حقّاً حقّاً { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } مقابل الّذين آمنوا بالله ورسله .