Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 25-25)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ } اى بأحكام الرّسالة او المعجزات الدّالّة على صدقهم فمن اراد الايمان فليقبل عليهم { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ } اى كتاب النّبوّة والكتب التّدوينيّة والملل الالهيّة صورها ولهذا ورد عن الصّادق ( ع ) فى هذه الآية الكتاب الاسم الاكبر الّذى يعلم به علم كلّ شيءٍ الّذى كان مع الانبياء ( ع ) قال : وانّما عرف ممّا يدعى كتاب التّوراة والانجيل والفرقان فيها كتاب نوحٍ وفيها كتاب صالحٍ وشعيب وابراهيم ( ع ) فأخبر الله عزّ وجلّ { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } ( ع ) [ الأعلى : 18 - 19 ] فاين صحف ابراهيم ؟ انّما صحف ابراهيم ( ع ) الاسم الاكبر وصحف موسى ( ع ) الاسم الاكبر { وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ } الميزان كلّما يقاس به شيءٌ آخر من ذوى الكفّتين والقبان وخيوط البنّائين وسيرة السّلاطين فى سلطنتهم واحكام الشّرائع القالبيّة الملّيّة والعقل والرّسول والرّسالة والولىّ والولاية والكتب السّماويّة ، لكنّ الميزان الّذى يقوم النّاس به بالقسط هو الولاية وقبولها واحكامها وولىّ الامر فانّ كلّما سواها ميزانٌ لقيام النّاس بالقسط بشرط اتّصاله بها ، فالمراد بالكتاب الّذى مع الرّسل هو النّبوّة والرّسالة وهما الاسم الاكبر الّذى كلّ شيءٍ فيه وشرائع الرّسل وكتبهم صورتهما ، والمراد بالميزان هو الولاية الّتى نزلت من مقامها العالى الى بشريّة الرّسل وظهرت بعدهم فى اوصيائهم ليقوم النّاس بها بالقسط ، ولمّا كانت الولاية الّتى هى ميزان العدل والنّبوّة والرّسالة اللّتان هما ميزانان بالولاية من اعظم اسباب قيام النّاس بها بالقسط أتى بهذه الغاية قبل ذكر الحديد واضاف الحديد بعدها فقال { وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ } يعنى مع الرّسل او مطلقاً لكن لمّا كان المنظور من ذكر الحديد ترتّب غاية نصرة الرّسل عليه وعلى ما سبقه فالاولىٰ ان يقال : وانزلنا الحديد مع الرّسل ، ومعنى انزال الحديد مع انّه يتكوّن فى المعادن ايجاده ، او المقصود انّ كلّ موجودٍ فى هذا العالم كان موجوداً فى عالم المثال وفى العوالم الّتى فوقه ثمّ نزل من تلك العوالم الى عالم الكون والفساد { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } كما يرى من قطع الاعضاء والمفاصل من الحيوان به وقطع حياة الحيوان والانسان به { وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } لانّ منه آلات اكثر الصّنّاع والصّنائع { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ } حالكون النّاصر بالغيب من الله ، او حالكون الله بالغيب من النّاصر ، او هو ظرف لينصره وقوله تعالى ليعلم عطف على قوله ليقوم النّاس وقد مضى وجه تأخيره عن نزول الحديد { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } لا حاجة له الى نصرتكم لانّه قوىّ يقدر على كلّ ما اراد عزيز لا مانع له من مراده ولا غالب عليه وانّما اراد اختباركم بذلك وامتياز الكافر والمنافق من المؤمن الموافق .