Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 3-6)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } ظاهر الآية انّ من ظاهر فليس عليه شيءٌ ان لم يكرّر القول ، او ليس عليه شيءٌ فى المرتبة الاولى فاذا عاد وظاهر ثانياً فعليه الكفّارة المذكورة ، وروى عن امير المؤمنين ( ع ) انّه قال : انّ الله عفى عن المظاهر الاوّل وغفر له بدون الكفّارة ، فان عاد احد بعد المظاهر الاوّل فعليه الكفّارة ، وقيل : معنى يعودون لما قالوا يعودون عمّا قالوا فانّه يستعمل يعود فيما قال والى ما قال ولما قال بمعنى يعود عمّا قال ، وقيل : يعودون الى نسائهم ، وقوله تعالى ، { لِمَا قَالُواْ } ، ابتداء كلامٍ والمعنى فتحرير رقبةٍ لما قالوا { ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ } يعنى ذلكم التّحرير توعظون به لكى ترتدعوا من مثله { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ } يكفى فى صدق تتابع الشّهرين اتّصال شيءٍ من الشّهر الثّانى بالشّهر الاوّل { مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } بالمجامعة او مطلقا { فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً } بقدر شبعهم او اعطاء كلّ مسكين مدّاً من الطّعام { ذَلِكَ } المذكور من عدم الحرمة ابداً بالظّهار كما كانت فى الجاهليّة وجواز الرّجوع الى النّساء بعد الظّهار والتّرتيب فى خصال الكفّارة { لِتُؤْمِنُواْ } اى لترغبوا فى شريعة محمّدٍ ( ص ) ولا تنفروا عنها لما ترون فيها من التّخفيف وتؤمنوا { بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } حدود حماه لا يجوز التّجاوز عنها { وَلِلْكَافِرِينَ } بالله ورسوله ( ص ) او للكافرين بتلك الحدود { عَذَابٌ أَلِيمٌ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } حادّه غاضبه وعادّه وخالفه { كُبِتُواْ } كبته صرعه واخزاه وصرفه وكسره وردّه بغيظه واذلّه والمكتبت الممتلئ غمّاً { كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الّذين حادّوا الله ورسوله من قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوم ابراهيم ( ع ) { وَقَدْ أَنزَلْنَآ } عليهم او عليكم { آيَاتٍ } دالاّت على قدرتنا وحكمتنا ، او دالاّتٍ على صدقنا فى وعدنا ووعيدنا ، او دالاّتٍ على صدق رسولنا { بَيِّنَاتٍ } واضحات او موضحات وهى الآيات التّدوينيّة او الآيات الآفاقيّة والانفسيّة { وَلِلْكَافِرِينَ } بتلك الآيات او بالله ورسوله ( ص ) { عَذَابٌ مُّهِينٌ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ } ظرف لمهين ، او لقوله للكافرين ، او لقوله احصاه الله { جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ } رفع لتوهّم متوهّم انّ العاملين لا يحصون اعمال انفسهم فكيف يحصى الله اعمال الجميع { وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } تعميمٌ وتعليلٌ .