Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 8-8)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } اى المسارّة او المحاورة { ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ ٱلرَّسُولِ } يعنى يتناجون بغصب حقّ آل محمّد ( ص ) ومعاداتهم ومخالفة قول الرّسول ( ص ) فيهم ، وبعبارةٍ اخرى يتناجون بما فيه قوّة القوّة البهيميّة الشّهويّة ، وقوّة القوّة الغضبيّة السّبعيّة ، وقوّة القوّة الجهليّة الشّيطانيّة { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } اظهاراً لحبّهم لك بالتّحيّات العالية سرّاً لنفاقهم عنك وعن المؤمنين { وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ } من غير تلفّظٍ او فيما بينهم من غير اطّلاع الغير عليهم { لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ } لانّهم قبلوا الاسلام وصدّقوا محمّداً ( ص ) فى اكثر ما قاله من امر الآخرة ولم يصدّقوه فى خلافة علىٍّ ( ع ) { حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } قيل : نزلت قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } ( الآيات ) فى اليهود والمنافقين انّهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون الى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فاذا رأى المؤمنون نجويهم قالوا : ما نريهم الاّ وقد بلغهم عن اقربائنا واخواننا الّذين خرجوا فى السّرايا قتلٌ او مصيبةٌ او هزيمةٌ ، فيحزنهم ذلك فلمّا طال ذلك شكوا الى رسول الله ( ص ) فأمرهم ان لا يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا الى مناجاتهم ، لكن نقول : ان كان نزولها فى اليهود فالمقصود منها منافقوا الامّة الّذين كانوا يتناجون فى ردّ قول محمّدٍ ( ص ) فى علىٍّ ( ع ) ، وقيل : نزلت قوله : { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ } ( الى آخر الآية ) فى اليهود فانّهم كانوا يأتون النّبىّ ( ص ) فيقولون : السّام عليك ، والسّام الموت وهم يوهّمون انّهم يقولون : السّلام عليك وكان النّبىّ ( ص ) يردّ عليهم بقوله : " وعليكم " فان كان النّزول فيهم فالمقصود منها المنافقون كما ذكرنا واشار الصّادق ( ع ) فى الحديث السّابق .