Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 160-160)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } الحسنة وصف من الحسن والتّاء فيه للنّقل من الوصفيّة الى الاسميّة ، فانّها صارت اسماً لاشياء مخصوصة ورد عن الشّريعة حسنها او للتّأنيث فى الاصل بتقدير الخصلة الحسنة ، وحقيقة الحسن هى الولاية المطلقة وهى علىّ ( ع ) بعلويّته والنّبوّات واحكامها القالبيّة والولايات الجزئيّة واحكامها القلبيّة اظلال الولاية المطلقة وقبول النّبوّات والولايات ايضاً ظلّها ، وكلّ فعل وقول وخلق كان من جهة الولاية كان حسناً بحسنها لكونه ظلّها ايضاً ، ويعلم السّيّئة بالمقايسة الى الحسنة فاصل السّيّئة اتّباع النّفس المعبّر عنه بولاية اعداء آل محمّد ومخالفيهم . واعلم ، انّ الانسان مفطور على السّير الى الآخرة ودار النّعيم وحيازة درجاتها ، فاذا فرض عمل يعينه على سيره وعمل آخر مثل هذا العمل يقسره على الحركة الى الجحيم والى خلاف فطرته ، فاذا كان تحريك العمل الى جهة خلاف الفطرة درجة مثلاً كان تحريك العمل الموافق للفطرة ازيد من تحريك العمل المخالف للفطرة بمراتب عديدة ، واقلّها عشر درجات واكثرها لا حدّ لها بتفاوت استعداد الاشخاص وهذا نظير تحريك الحجر هابطاً وصاعداً بقوّةٍ واحدةٍ ، فانّ الهابط يكون اسرع حركة من الصّاعد { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ } اى المحسنون والمسيئون { لاَ يُظْلَمُونَ } بنقص الجزاء وتضعيف العقاب .