Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 162-163)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } بعد نفى الشّرك الصّورىّ عن نفسك نفياً للشّرك المعنوىّ تأكيداً لنفى الشّرك الصّورىّ { إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي } تعميمٌ بعد تخصيص اهتماماً بالخاصّ فانّه عمود الدّين واصل كلّ نسك { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } يعنى انّ افعالى التّكليفيّة الاختياريّة واوصافى التّكوينيّة الالهيّة خالصة من شوب مداخلة النّفس والشّيطان { للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ } تعميم بعد تخصيص وتأكيدٌ لما يفهم التزاماً فانّه اذا لم يكن فى افعاله واوصافه شريكٌ لله لم يكن فى وجوده شريكٌ لله ، واذا لم يكن فى وجوده شريكٌ لله لم ير فى العالم شريكاً لله ، لانّ رؤية الشّريك فى العالم يقتضى السّنخيّة بين الرّائى والمرئىّ الّذى هو العالم الّذى فيه شريك ، والسّنخيّة تقتضى الشّريك لله فى وجوده وكون الشّريك فى وجوده يقتضى الشّريك فى صفاته { وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ } تعريض بهم بانّ شركهم غير مبتنٍ على امرٍ { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } لانّ كلّ من أخلص ذاته وصفاته وافعاله وجميع ماله لله تعالى ، فهو مقدّم على الكلّ وخاتم سلسلة الصّعود واقرب الصّاعدين اليه ، وهو اوّل من اقرّ فى الذّرّ بالوحدانيّة كما ورد فى الخبر ولانّه اوّل من اتّصف بدين الاسلام .