Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 9-9)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ } . اعلم ، انّ ايّام الاسبوع مظاهر للايّام الرّبوبيّة ودَوَران الايّام على الاسبوع ليس بمواضعة بنى آجم والاّ لكان الاختلاف فى دَوَرانها وكان فرقة يديرها على السّتة او الخمسة او الاربعة ، وفرقة يديرها على الثّمانية او التّسعة ، او غير ذلك ومن يديرها على السّبعة لم يكن يديرها بتلك الادارة بان يجعل المبدء الاحد والمنتهى السّبت ، او المبدء السّبت والمنتهى الجمعة ، وفى الجملة لم يكونوا يسمّى كلّهم احداً احداً ومنسوباً الى الشّمس والسّبت سبتاً ومنسوباً الى كوكبٍ خاصٍّ وبالجملة لم يكن عند جميع المنجّمين كلّ يوم مخصوصٍ منسوباً الى كوكبٍ خاصٍّ ، وقد اتّفق المنجّمون من كلّ ملّةٍ وفى كلّ لسانٍ على ادارة الايّام على السّبعة بهذا التّرتيب المخصوص وانتساب كلّ يومٍ مخصوصٍ الى كوكبٍ خاصٍّ سمّيت بهذه الاسماء ام لم تسمّ ، والايّام الرّبوبيّة الّتى هذه الايّام بازائها يوم المجرّدات الّتى هم قيام لا ينظرون ، ويوم الصّافّات صفّاً ، ويوم المدبّرات امراً ، ويوم ذوى الاجنحة مثنى وثلث ورباع ، ويوم الكيان ، ويوم الملكوت السّفلى ، او يوم المدبّرات امراً ، ويوم الرّكّع والسّجّد ، ويوم المتقدّرات المجرّدة علويّين كانوا ام سفليّين ، وهذه الايّام كما اشير اليها فى سورة الاعراف هى الايّام الّتى خلق السّماوات والارض فيها وبها احتجب عن الخلق ، واليوم السّابع هو يوم جمع الجمع الّذى يعبّر عنه بالمشيّة ومقام الظّهور ، ولمّا كان الجمعة بازاء يوم الجمع طولاً امر الله العباد بانعقاد الجمعة ، وامر ان لا ينعقد الجمعة باقلّ من سبعةٍ او خمسةٍ ، ولمّا كان يوم الجمع خاصّاً بمحمّدٍ ( ص ) لا حظّ لاحدٍ سواه ( ص ) فيه جعل الجمعة الّتى بازائه عيداً خاصّاً بمحمّد ( ص ) وحرّم السّفر فيها على من كان المسافة بينه وبين مجمع النّاس للجمعة اقلّ من فرسخين او بقدر فرسخين ، ولذلك قال : اذا نودى للصّلاة من يوم الجمعة يعنى اذا اذّن لصلاة الجمعة { فَٱسْعَوْاْ } اى فأسرعوا { إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } يعنى الصّلاة { وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ } فانّ البيع فى هذا اليوم خلاف مقتضى هذا اليوم خصوصاً وقت وصول الشّمس الى نصف النّهار { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } فانّه اذا اعطى كلّ يومٍ حقّه كان خيراً لكم { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } كان خيراً لكم يعنى ان اتّبعتم عليّاً ( ع ) وقبلتم ولايته بالبيعة معه فانّ العلم والتّعلّم منحصران فى شيعة علىٍّ ( ع ) ، او ان كنتم تعلمون انّه خير لكم اخترتموه .