Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 10-12)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } فى الدّنيا او القيامة وبعدها { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } الّذين صاروا ذوى لبٍّ بالولاية والبيعة الولويّة ولذلك فسّره بقوله { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة الخاصّة الولويّة ودخول الايمان بها فى قلوبهم ، ويجوز ان يكون التّقدير يا ايّها الّذين آمنوا ، ويجوز ان يكون خبراً لمبتدءٍ محذوفٍ { قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَّسُولاً } المراد بالذّكر الرّسول ( ص ) ، او المراد بالذّكر جبرئيل ، او المراد بالذّكر القرآن ، ورسولاً بدل منه بدل الاشتمال { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة او الخاصّة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالوفاء بالشّروط المأخوذة فى البيعتين { مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً ٱللَّهُ } بدل من الله فى احسن الله له رزقاً ، او مبتدءٌ خبره الموصول الآتى ، او خبرٌ لمبتدءٍ محذوفٍ { ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } فى العدد ، روى عن الرّضا ( ع ) : انّ الارضين السّبع احديها الارض الّتى تحت اقدامنا ، وثانيتها السّماء الاولى ، وثالثتها السّماء الثّانية ، الى السّادسة ، وعلى ما سبق منّا مكرّراً من انّ العوالم بعضها الغالب عليه الكيفيّة الارضيّة ، وبعضها الغالب عليه الكيفيّة السّماويّة نقول : الارض الاولى هى الهيولى الاولى ، والثّانية الامتداد الجسمانىّ ، والثّالثة البسائط العنصريّة ، والرّابعة المادّة الجماديّة ، والخامسة المادّة النّباتيّة ، والسّادسة المادّة الحيوانيّة ، والسّابعة المادّة البشريّة ؛ او الاولى عالم المثال السّفلىّ ، والثّانية عالم الموادّ ، والثّالثة عالم الطّبائع ، والرّابعة عالم النّفوس النّباتيّة ، والخامسة عالم النّفوس الحيوانيّة ، والسّادسة عالم النّفوس البشريّة ، والسّابعة عالم المثال العلوىّ { يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوۤاْ } بتنزّل الامر بينهنّ او بخلق السّماوات السّبع والارضين السّبع { أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَا } فانّ النّاظر الى السّماوات فى العالم الكبير او الصّغير والى الارضين فيهما يظهر آثار قدرته وعلمه ورأفته بخلقه له ، وهكذا احاطة علمه بالجليل والحقير .