Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 2-2)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ } اى اوجب الله او قدّر الله او اثبت { تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } اى تحليل ايمانكم او كفّارة ايمانكم فانّها ما به التّحليل { وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ } فهو اولى بالاسترضاء { وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ } بمصالحكم فاذا قال حلّلوا ايمانكم بالكفّارة فحلّلوا { ٱلْحَكِيمُ } فى فعاله واقواله فلا يشرع لكم ولا يأمركم ولا ينهاكم الاّ بما فيه مصالح وله غايات شريفة انيقة ، وقال الّذين توسّلوا بأمثال هذه الآية فى تصحيح خلافة خلفائهم وامامة ائمّتهم : انّ فى هذه الآية دلالةً على انّه تعالى عاتب نبيّه ( ص ) وليس العتاب الاّ لذنبٍ صدر منه والذّنب ههنا كما نقل فى نزول الآية تحريمه ( ص ) من قبل نفسه بدون امر الله مارية القبطيّة او شرب العسل على نفسه ، فنقول : مثل هذا العتاب يدلّ على كمال عنايته بمحمّدٍ ( ص ) ورأفته به بحيث لم يرض انّه ( ص ) حرّم على نفسه بعض الملاذّ المباحة ، كالاب الشّفيق الّذى يمنع ولده عن ترك بعض الملاذّ النّفسانيّة شفقة عليه ومنعاً له من الامساك عن بعض ما فيه حظوظ النّفس ، ولا يدلّ على انّه صدر منه ذنب او خلاف امر ، غاية الامر انّه يدلّ على انّه امتنع عن بعض الملاذّ استرضاءً لبعض ازواجه ، واسترضاء الازواج ممّا ندب عليه ، اما ترى جواز الكذب للازواج استرضاءً لهنّ قال القمّىّ وغيره سبب نزول الآيات " انّ رسول الله ( ص ) كان فى بيت عايشة او فى بيت حفصة ، فتناول رسول الله ( ص ) مارية ، فعلمت حفصة بذلك فغضبت واقبلت على رسول الله ( ص ) ، فقالت يا رسول الله ، فى يومى فى دارى وعلى فراشى ؟ ! . فاستحيى رسول الله ( ص ) ، فقال كُفّى ، فقد حرّمت مارية على نفسى وانا اقضى اليك سرّاً ان انتِ اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والنّاس اجمعين ، فقالت نعم ما هو ! . فقال ( ص ) انّ ابا بكر يلى الخلافة بعدى ثمّ بعده ابوك ، فقالت من انبأك هذا ؟ قال نبّأنى العليم الخبير ، فاخبرت حفصة به عايشة من يومها ذلك ، واخبرت عايشة ابا بكر ، فجاء ابو بكر الى عمر ، فقال له انّ عايشة اخبرتنى بشيءٍ عن حفصة ولا اثق بقولها ، فاسئل انت حفصة ، فجاء عمر الى حفصة وقال : ما هذا الّذى اخبرت عنكِ عايشة ؟ فانكرت ذلك وقالت ما قلت لها من ذلك شيئاً ، فقال لها عمر انّ هذا حقّ فاخبرينا حتّى نتقدّم فيه ، فقالت نعم قال رسول الله ( ص ) " ، فنزل جبرئيل على رسول الله بهذه السّورة واظهره الله عليه يعنى اظهره الله على ما اخبرت به وعرّف بعضه اى خبرها وقال لم اخبرت ما اخبرتك ؟ ! واعرض عن بعضٍ يعنى لم يخبرهم بما يعلم ، وقيل : " خلا النّبىّ ( ص ) فى بيت عائشة مع مارية فاطّلعت عليه حفصة فقال لها رسول الله : لا تعلمى عائشة ذلك وحرّم مارية على نفسه ، واخبرها انّ اباها يملك بعده وبعده عمر فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها ايّاه فاطلع الله نبيّه ( ص ) على ذلك " وهو قوله : { وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً } ( الآية ) ، وقيل : انّ رسول الله ( ص ) كان اذا صلّى الغداة يدخل على ازواجه واحدة واحدة وكان اذا دخل على حفصة حبسته واحضرت العسل له وانّ عائشة انكرت احتباسه عندها ، فتواطئت مع بعض ازواجه انّه اذا دخل النّبىّ ( ص ) عليهنّ يقلن متّفقاتٍ : انّا نجد منك ريح المغافير ، فلمّا دخل الرّسول على كلٍّ قلن ذلك ، فقال الرّسول ( ص ) : " لا اشرب العسل بعد ذلك " ، وقيل : كانت زينب بنت جحش تحبس النّبىّ ( ص ) فتواطئت عائشة مع بعض ازواجه ان يقلن ذلك لما علمن انّه كان يشرب عند زينب العسل .