Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 1-2)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ } الملك يطلق على عالم الطّبع مقابل الملكوت العامّة الّتى هى جملةعالم الارواح ، او الخاصّة وهى عالم المثال ، وهذا الاطلاق هو المشهور عندهم ، ويطلق على جملة ما سوى الله ، وعلى الرّسالة والصّدر المستنير بنورها ، وعلى النّبوّة والقلب المستضيء بضوئها ، وعلى الولاية الّتى بها يكون التّصرّف فى العباد ودعوتهم الى التّوحيد ، واليد تطلق على ما به التّصرّف ، وعلى القدرة الّتى هى مبدء التّصرّف ، وعلى صفات الله اللّطفية والقهريّة ، وعلى عالمى الملكوت العليا والملكوت السّفلى ، والكلّ مناسب ههنا { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الممكنات الواقعة فى عالم الطّبع وعالمى الملكوت { قَدِيرٌ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ } لمّا كان الموت من اعدام الملكات ، واعدام الملكات لها حظّ ضعيفٌ من الوجود وماله حظٌّ من الوجود صحّ تعلّق الخلق به قال : خلق الموت { وَٱلْحَيَاةَ } ولمّا كان الموت فى عالم الطّبع بوجهٍ مقدّماً على الحياة بالطّبع ، او كان المنظور من ذكر خلق الموت والحياة التّهديد عن الشّرور والتّرغيب فى الخيرات وكان الموت فى هذا المنظور ابلغ قدّم الموت { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ولم يقل ، او اسوء عملاً ، للاشارة الى انّ المنظور من كلّ ذلك ان يحسن الانسان عمله ، وسوء العمل يكون من الطّوارى وليس علّة غائيّةً وحسن العمل يكون بنيّةٍ حسنةٍ كاملةٍ ، والنّيّة الحسنة تكون بالعقل الكامل ولذلك ورد فى اخبارٍ عديدةٍ انّ المراد به ايّكم اتمّ عقلاً ، وروى عن الصّادق ( ع ) انّه قال : ليس يعنى اكثر عملاً ولكن اصوبكم عملاً وانّما الاصابة خشية الله والنّيّة الصّادقة ثمّ قال : الابقاء على العمل حتّى يخلص اشدّ من العمل ، والعمل الخالص الّذى لا تريد ان يحمدك عليه احدٌ الاّ الله عزّ وجلّ ، والنّيّة افضل من العمل ، الا وانّ النّيّة هو العمل ، ثمّ تلا قوله عزّ وجلّ : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ } يعنى على نيّته { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الّذى لا مانع له من حكمه وارادته فليحذر الّذين يخالفون امره ويسيئون فى عملهم وليرج الّذين يطيعونه ويحسنون عملهم { ٱلْغَفُورُ } فلا ييأس الّذين يعملون السّيّئات .