Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نۤ } روى عن الصّادق ( ع ) وامّا نۤ فهو نهرٌ فى الجنّة قال الله عزّ وجلّ : اجمد ، فجمد ، فصار مداداً ثمّ قال عزّ وجلّ للقلم : اكتب ، فسطر القلم فى اللّوح المحفوظ ما كان وما هو كائن الى يوم القيامة فالمداد مداد من نورٍ والقلم قلمٌ من نورٍ ، واللّوح لوحٌ من نورٍ ، وبهذا المعنى مع اختلافٍ فى اللّفظ اخبارٌ كثيرةٌ ، وقيل : المراد به الحوت الّذى عليه الارضون ، وقيل : هو لوحٌ من نورٍ ، وقيل : هو الدّواة ، وقيل : هو مطلق الحوت فى البحر ، وقيل : هو من اسماء السّورة ، وقيل : هو من حروف اسم الرّحمن ، وقيل : هو من أسماء محمّدٍ ( ص ) ولعلّك بعد ما سبق فى اوّل البقرة يسهل عليك التّوفيق بين هذه الاقوال ؛ وتعلم انّ نۤ كناية عن مرتبةٍ من مراتب العالم وانّ محمّداً ( ص ) متّحد مع جميع مراتب العالم وانّ مراتب العالم مراتب سعة وجود الله تعالى ، وانّ السّورة ظهور لتلك المرتبة { وَٱلْقَلَمِ } قيل : المراد به مطلق القلم ، اقسم الله به لكثرة منافع الخلق به ، اذ هو احد لسانى الانسان بل هو اشرف لسانيه لانّ لسانه لا يبلّغ ما فى جنانه الى من بعد منه زماناً او مكاناً ، والقلم يبلّغ ما فى جنان الانسان الى الاباعد منه ، والكلام يفنى من حينه ولو بقى اثره فى قلب السّامع لم يبق فى الاغلب الى آخر عمره ، ولو بقى لم يبق بعده بخلاف كتاب القلم كما قيل : انّ البيان بيانان ، بيان اللّسان وبيان البنان ، وبيان اللّسان تدرسه الاعوام ، وبيان الاقلام باقٍ على مرّ الايّام ، وبالقلم يحفظ احكام الاديان وبه يستقيم امور العالمين كما قيل : انّ قوام الدّنيا بشيئين ، القلم والسّيف ، والسّيف تحت القلم ، وقد قيل : @ ان يخدم القلَم السّيفُ الّذى خضعت له الرّقاب ودانت حذره الاممُ كذا قضى الله للاقلام مذ برئت انّ السّيوف لها مذ اُرهفت خدمٌ @@ وروى انّ المراد به القلم الاعلى الّذى سطر ما كان وما هو كائن وهو ملك من الملائكة { وَمَا يَسْطُرُونَ } اقسم بالمسطورات او بالملائكة الّذين يسطرون ما كان وما هو كائنٌ او الملائكة الّذين يسطرون احوال الارضيين ، او كُتّاب الاعمال الّذين يسطرون اعمال بنى آدم ، او النّاس الّذين يسطرون الكتب السّماويّة والاحكام الالهيّة والشّرائع الحقّة والفنون والصّناعات المعاشيّة والدّيون والمعاملات والمحاسبات الخلقيّة .