Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 4-4)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } الخلق بالضّمّ وبالضّمّتين السّجيّة والطّبع والمروءة والدّين ، والكلّ مناسب ههناً ، ولكنّ المراد هو السّجيّة ، فانّ المقصود انّك على خلقٍ تتحمّل به كلّ ما يرد عليك ممّا يغيّر غيرك اذا ورد عليه ولا يغيّرك لا ظاهراً ولا باطناً ، ومثل ذلك الخلق لا يكون الاّ عن دين عظيم هو ولاية علىٍّ ( ع ) وهى الولاية المطلقة ، فانّ من ترقّى عن مقام البشريّة ووصل الى مقام الولاية المطلقة يتبدّل جميع اوصافه الرّذيلة الّتى هى الاخلاق الحيوانيّة والرّذائل النّفسانيّة بالاوصاف الملكيّة الّتى هى الخصائل الحسنة ومنها المروّة الكاملة ، وسبب الكلّ هو الطّبع الكامل والمزاج المعتدل وقد فسّر فى الاخبار بالدّين والاسلام ، وعن الصّادق ( ع ) : انّ الله عزّ وجلّ ادّب نبيّه ( ص ) فأحسن ادبه فلمّا اكمل له الادب قال : انّك لعلى خلق عظيمٍ ، وفى خبر انّ الله ادّب نبيّه ( ص ) فاحسن تأديبه فقال : خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ، فلمّا كان ذلك انزل الله انّك لعلى خلقٍ عظيمٍ .