Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 176-176)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } بالآيات ولمّا توهّم من لفظة انسلخ منها ولفظة فأتبعه الشيطان انّه لا دخل لله ومشيّته فى الانسلاخ واتّباع الشّيطان استدرك ذلك الوهم وقال : ان مشيّتنا هى السّبب الفاعلىّ وما من قبله هو السّبب القابلىّ والسّبب الفاعلىّ وان كان تامّاً لكنّه لم يقع جزافاً بل بحسب استعداد القابل وما استعدّ المنسلخ للارتفاع { وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ } ارض الطّبع وبعدها الى ارض الطّين لقضاء مشتهياتٍ عنها { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } من قبيل عطف السّبب على المسبّب فشئنا غوايته وضلاله فأضللناه { فَمَثَلُهُ } بعد ما اخلد الى الارض فى شدّة تعبه وكثرة حركته لتحصيل مأموله من الارض لتسكين حرارة حرصه وعدم الانتفاع فى تسكين الحرص { كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ } الّذى وقع فى الحرّ الشّديد فلهث وأخرج لسانه وفتح فاه لكثرة التنفّس لتسكين حرارة القلب ولم ينفعه ذلك بل يضاعف حرارته لكثرة وصول الهواء الحارّ الى قلبه فقوله { إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث } فى موضع حال مقيّدة للكلب باخسّ احواله ، روى عن الرّضا ( ع ) انّه اعطى بلعم بن باعوراء الاسم الاعظم وكان يدعو به فيستجيب له ، فمال الى فرعون فلمّا مرّ فرعون فى طلب موسى ( ع ) واصحابه قال لبلعم : ادع الله على موسى ( ع ) واصحابه ليحبسه علينا ، فركب حمارته ليمرّ فى طلب موسى ( ع ) فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عزّ وجلّ فقالت : ويلك على ماذا تضربنى ؟ ! اتريد ان اجيء معك لتدعو على نبىٍّ لله وقومٍ مؤمنين ! - فلم يزل يضربها حتّى قتلها وانسلخ الاسم الاعظم من لسانه ، ونسب الى الرّواية انّ قومه سألوه ان يدعو على موسى ( ع ) ومن معه ، فقال : كيف ادعو على من معه الملائكة فألحّوا عليه حتّى دعا عليهم فبقوا فى التّيه ، ونقل انّه لمّا دعا على موسى ( ع ) خرج لسانه فوقع على صدره وجعل يلهث كالكلب { ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } اشارة الى التّعميم فكلّ مكذّب بآيات الله هذا مثله { فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ } على اليهود وغيرهم كما عرفت انّ المقصود تنبيه امّة محمّد ( ص ) { لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } فى مآل افعالهم واحوالهم .