Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد مضى فى اوّل البقرة ، انّه فى حال المحو والغشى وانقلاب الدّنيا الى الآخرة يرى الانسان ويشاهد من الحقائق فيعبّر له عمّا يشاهده بالحروف المقطّعة ويفهم من تلك ما يشاهد من الحقائق ، ثمّ بعد الافاقة لا يمكنه القاء تلك الحقائق على الغير وافهامها ايّاه فضلاً عن التعبير عنها بتلك الحروف وافهامها بها ، واذا القى تلك الحروف على غيره مشيراً الى تلك الحقائق لا يمكن له تفسيرها الاّ بما يناسبها كالمنامات وتعبيراتها ، فانّ المناسبات الّتى تذكر للغير كالمناسبات الّتى يراها النّائم من الحقائق فى المنام ، فانّ حال الخلق بالنّسبة الى الحقائق كالحال النّائم بالنّسبة اليها من غير فرقٍ ، لانّ الخلق نائمون عن الحقائق ولذلك اختلف الاخبار فى تفاسيرها وتحيّر الخلق فى فهمها والتّعبير عنها وقد ذكر فى تفسيرها وجوه عديدة متخالفة متناسبة فى الاخبار والتّفاسير ؛ والكلّ راجع الى ما ذكرنا من التّعبير عن تلك الحقائق بما يناسبها وتفسيرها بحسب صورة تلك الحروف من حيث الخواصّ والاعداد والفوائد المترتّبة عليها والاشارات المستنبطة منها ، كقيام قائم من ولد هاشم عند انقضاء مدّة مقطعّات اوّل كلّ سورة منها ، وانقضاء ملك بنى اميّة عند انقضاء المص كما ورد فى الاخبار لا ينافى ما ذكرنا ، فانّها ممّا يستنبط من اعتبار حروفها ولا ينافى ذلك اعتبار حقائقها .