Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 48-48)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } عطف على اذ انتم بالعدوة او اذ يريكهم الله ، او اذ يريكموهم على جواز عدّة معطوفات كلاًّ على سابقه { وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ } وكان تزيينه باذن الله ليقضى الله امراً كان مفعولاً { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } مجير لكم او مجاور تمثّل لهم بصورة شخصٍ بشرىّ يقال له سراقة كما فى الخبر ، او اوقع فى روعهم ذلك وسوس اليهم انّ الثّبات على الاصنام وحفظ دينهم امرٌ آلهىّ وهو مجيرهم ويحفظهم { فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } رجع القهقرى وهو مثل يضرب لمن خاب من مأموله ورجع عن طلبه { وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ } يعنى الملائكة { إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } من كلامه او من كلام الله عطفاً على قال ، فى الخبر : انّ ابليس كان فى صفّ المشركين آخذاً بيد الحارث بن هشام فنكص على عقبيه فقال له الحارث : يا سراقة اتخذلنا على هذه الحال ؟ - فقال : انّى ارى مالا ترون ، فقال : والله ما ترى الاّ جواسيس يثرب ، فدفع فى صدر الحارث وانطق وانهرم النّاس ، فلمّا قدموا مكّة قال النّاس : هزم سراقة فقال : والله ما شعرت بمسيركم حتّى بلغنى هزيمتكم فقالوا : انّك اتيتنا يوم كذا فحلف لهم فلمّا أسلموا علموا انّ ذلك كان الشّيطان .