Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } الطّفيف القليل والنّاقص من الشّيء ، والمطفّف كما فسّرته الآية هو الّذى يعطى اقلّ من الوزن او الكيل الّذى وقع البيع عليه ويأخذ بأكثر ممّا وقع البيع عليه ، فانّه ايضاً تقليل فى الثّمن فالتّطفيف لا يكون الاّ فى المعاملات ، والمعاملات تكون بين الشّخص وبين الله ، او بينه وبين من فوقه فى الدّين مثل امامه واخوانه الّذين سبقوه بالايمان ، او تكون بين الشّخص ومن تحت يده من اهله واولاده وخادمه وخادمته ، او بينه وبين من كان مساوياً له فى الدّين او فى الدّنيا كسائر المؤمنين من عشائره وغيرهم ، او بينه وبين من كان ادون منه كسائر فرق المسلمين ، وجميع انواع الكفّار ، وايضاً تكون المعاملات امّا فى الاموال والاعراض الدّنيويّة او فى الافعال والآداب البدنيّة ، او فى الاحوال والاغراض والاخلاق النّفسيّة ، او فى العلوم والعقائد القلبيّة ولكلٍّ من العباد وسائر افراد الحيوان حقٌّ عليك لا بدّ ان تؤدّيه وافياً ولك على كلٍّ حقّ لا بدّ ان يؤدّوه وافياً ، فان كنت لا توفّى الحقّ الّذى عليك كنت مطفّفاً ، وان كنت تطلب منهم اكثر من حقّك الّذى عليهم كنت مطفّفاً فانظر الى حالك مع ربّك ومع خلقه حتّى لا تكون مطفّفاً ، هيهات هيهات ! . كيف نخرج من التّطفيف ونطلب من الله ما لا نقدر على اداء شكر عشرٍ من اعشار ما اعطاناه ! ونطلب عن الخلق الثّناء على ما لا نفعل ونغضب ان ذمّونا على ما لنا من المعايب والنّقائص ! فما لم نخرج من الانانيّات ولم نصر عبداً لله فانياً فيه لم نخرج من التّطفيف فلنطلب العفو من الله والمغفرة منه لتطفيفاتنا .