Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 4-4)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } جواب للقسم او جملة دعائيّة معترضة بين القسم وجوابه او خبريّة معترضة واخبار عن حال الكفّار الّذين احرقوا المؤمنين او اخبار عن حال المؤمنين الّذين اُحرقوا فى الاخدود . ذكر حكاية اصحاب الاخدود وذكر حكاية اصحاب الاخدود فى روايات الخاصّة والعامّة باختلافٍ ؛ فانّه روى " عن رسول الله ( ص ) انّه كان ملك وكان له ساحر فلمّا مرض السّاحر قال : ادفع الىّ غلاماً اعلّمه السّحر ، فدفع اليه غلاماً وكان بينه وبين السّاحر راهب فمرّ الغلام بالرّاهب فافتتن به فبينما هو كذلك قد حبس النّاس حيّة ، فقال : اليوم اعلم امر السّاحر والرّاهب فأخذ حجراً فقال : اللّهمّ ان كان امر الرّاهب احبّ اليك فاقتل هذه الحيّة فقتلها ومضى النّاس فأخبر بذلك الرّاهب ، فقال : يا بنىّ انّك ستبتلى فلا تدلّ علىّ ، وجعل يداوى النّاس ويبرء الاكمه والابرص فعمى جليس الملك فاتاه وحمل اليه مالاً كثيراً فقال : اشفنى ولك ما ههنا ، فقال : انّ الله يشفى فان امنت بالله دعوت الله فآمن فدعا الله فشفاه ، فجلس الى الملك فقال : من شفاك ؟ - قال : ربّى ، قال : انا ؟ - قال : لا ، ربّى وربّك الله ، فأخذه ولم يزل به حتّى دلّه على الغلام ، فأخذه فلم يزل به حتّى دلّه على الرّاهب ، فوضع المنشار عليه فنشره شقّين وقال للغلام : ارجع عن دينك ، فأبى ، فأمر ان يصعدوا به الى جبل كذا فان رجع والاّ يدهدهوه ، ففعل به ، فلمّا صعدوا به الجبل قال : اللّهمّ اكفنيهم ، فكفاه الله واهلكهم ، فرجع الى الملك وقال : كفانيهم الله ، فقال : اذهبوا به فأغرقوه فى البحر ، فكفاه الله تعالى واغرقهم ، فجاء الى الملك وقال : كفانيهم الله ، وقال : انّك لست بقاتلى حتّى تفعل بى ما آمرك ، اجمع النّاس ثمّ اصلبنى على جذعٍ ثمّ خذ سهماً من كنانتى ثمّ ضعه على كبد القوس ، ثمّ قل : باسم ربّ الغلام فانّك ستقتلنى ، ففعل به ما قال فوقع السّهم فى صدغه ومات ، فقال النّاس : آمنّا بربّ الغلام ، فقيل له : أرأيت ما كنت تخاف قد نزل بك : آمن النّاس بربّ الغلام فأمر بالاخدود فخدّت على افواه السّكك ثمّ اضرمها ناراً فقال : من رجع عن دينه فدعوه ، ومن ابى فأقمحموه فيها ، وجاءت امرأة بابنٍ لها فقال لها يا امّه اصبرى فانّك على الحقّ ، فلمّا رأى النّاس ذلك اشتدّ ثبات المؤمنين وشوق سائر النّاس الى دين الغلام " ونسب الى امير المؤمنين ( ع ) انّ ملكاً سكر فوقع على ابنته او قال على اخته ، فلمّا افاق قال لها : كيف المخرج مّا وقعت فيه ؟ - قالت : تجمع اهل مملكتك وتخبرهم انّك ترى نكاح البنات وتأمرهم ان يحلّوه ، فجمعهم فأخبرهم ، فأبوا ان يتابعوه فخدّ لهم اخدوداً فى الارض واوقد فيه النّيران وعرضهم عليها ، فمن أبى قذفه فى النّار ومن اجاب خلّى سبيله ، ونسب الى امير المؤمنين ( ع ) انّ الله بعث رجلاً حبشيّاً نبيّاً فكذّبوه قومه فقاتلهم فقتلوا اصحابه واسروه ثمّ بنوا له حيّزاً ثمّ ملأوه ناراً ثمّ جمعوا النّاس وقالوا : من كان على ديننا وامرنا فليعتزل ، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه فى النّار معه ، فجعل اصحابه يتهافتون فى النّار فجاءت امرأة ومعها صبىّ ابن شهرٍ فتكلّم الصّبىّ كما سبق ، وروى عن علىٍّ ( ع ) ايضاً : انّ اصحاب الاخدود كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون فى هذا السّوق يعنى سوق الكوفة ، وقيل انّ يوسف بن ذى نواس الحميرىّ سمع انّ بنجران اليمن جمعاً على دين عيسى ( ع ) فسار اليهم وحملهم على التّهوّد فأبوا فخدّ لهم فى الارض واوقد وعرضهم عليها ، فمن رجع عن دين عيسى سلم ومن لم يرجع كان يلقى فى النّار ، واذاً امرأة جاءت مع ابنٍ لها فتكلّم الصّبىّ كما سبق ، واصحاب الاخدود على التّأويل من دخل فى اخاديد الطّبع وابتلى بنار شهوات النّفس وغضباتها واهلك عن الفطرة الانسانيّة .