Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 23-23)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } فانّ الظّاهر عليه ولىّ امره ينفتح بصيرته الاخرويّة فيرى ما لا يراه غيره فيرى جهنّم وانواع عقباتها وعقوباتها ، ويرى الجنان ايضاً وانواع نعيمها ، " عن الرّسول ( ص ) انّه قال : انّ روح الامين اخبرنى انّ الله لا اله الاّ هو اذا برز الخلائق وجمع الاوّلين والآخرين اتى بجهنّم تقاد بالف زمامٍ اخذ بكلّ زمامٍ مائة الفٍ يقودها من الغلاظ الشّداد ، لها حدّةٌ وغضبٌ وزفيرٌ وشهيقٌ وانّها لتزفر الزّفرة ، فلولا انّ الله اخّرهم للحساب لاهلكت الجميع ثمّ يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البرّ منهم والفاجر من خلق الله عبداً من عباد الله ملكاً ولا نبيّاً الاّ ينادى : ربّ نفسى ! . نفسى ! . وانت يا نبىّ الله تنادى امّتى امّتى ! . ثمّ يوضع عليها الصّراط ادقّ من الشّعر واحدّ من حدّ السّيف عليه ثلاث قناطر ، فامّا واحدة فعليها الامانة والرّحم ، والثّانية فعليها الصّلاة ، والثّالثة فعليها ربّ العالمين لا اله غيره فيكلّفون الممرّ عليها فيحبسهم الرّحم والامانة ، فان نجوا منها حبستهم الصّلاة ، فان نجوا منها كان المنتهى الى ربّ العالمين وهو قوله : انّ ربّك لبالمرصاد ، والنّاس على الصّراط ، متعلّق بيدٍ ، وتزلّ قدمٌ ، ويستمسك بقدمٍ والملائكة حولها ينادون : يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلّم سلّم ، والنّاس يتهافتون فى النّار كالفراش فاذا نجا ناجٍ برحمة الله مرّ بها ، فقال : الحمد لله وبنعمته تتمّ الصّالحات وتزكوا الحسنات والحمد لله الّذى نجّانى منك بعد أياس عنه وفضله ، انّ ربّنا لغفور شكور " { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ } هذه جواب اذا او هذه مستأنفة وجواب اذا محذوف او جوابها قوله تعالى : يقول يا ليتنى قدّمت ، او قوله : فيومئذٍ لا يعذّب عذابه احدٌ والمقصود انّ الانسان فى ذلك اليوم يتذكّر خيره وشرّه ، وانّ اىّ الاعمال كان نافعاً وايّها كان ضارّاً لكن لا ينفعه ذلك التّذكّر ولذلك قال { وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } اى الذّكرى النّافعة .