Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 103-103)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خُذْ } بنفسك او بعمّالك وهو جواب لما ينبغى ان يسأل عنه محمّد ( ص ) كأنّه قال : فما افعل بالمنافقين والّذين خلطو عملاً صالحاً وآخر سيّئاً ؟ فقال تعالى : خذ { مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً } والامر هنا للوجوب كما ورد انّها وردت فى فرض الزّكاة وقد نزلت فى شهر رمضان وامر ( ص ) مناديه ان ينادى فى النّاس بفرض الّزكاة ، ومنه يعلم انّ وجوب الاخذ عليه يستلزم وجوب الاعطاء عليهم ، وهل يجب عليهم الايصال الى يده او يد نائبه كما يستفاد ذلك ايضاً من وجوب الاخذ عليه ، وورد بذلك الاخبار وافتى به بعضهم او لا يجب بل لهم الاختيار فى الايصال اليه ( ص ) والاعطاء الى من شاؤا من المستحقّين ؟ والحقّ ان ليس لهم الاعطاء الاّ الى الرّسول ( ص ) او نوّابه وخلفائه ، او من اذنوا لهم من المستحقّين والتّفصيل موكول الى الكتب الفقهيّة { تُطَهِّرُهُمْ } صفة لصدقة او مستأنف وهو امّا خطاب له ( ص ) او مسند الى ضمير الصّدقة ، وعلى الاوّل يكون المجرور فى قوله { وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } متنازعاً فيه ، والمراد بالتّزكية هنا الانماء فى المال والبركة لا التّطهير ليكون تأسيساً واشارة الى انّ الصّدقة توجب البركة فى المال ليكون ترغيباً لهم فيها { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } وادع لهم بطلب الرّحمة عليهم حين الاخذ او بلفظ الصّلاة كما ورد " انّه اذا اتى النّبىّ ( ص ) قوم بصدقتهم قال : اللّهمّ صلّ عليهم " ، او مطلقاً حيث استحقّوا بتزكية المال دعاءك حين التّصدّق وبعده بانواع الدّعاء للدّنيا والآخرة { إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ لَّهُمْ } سبب سكونهم واطمينانهم ونكرّ السّكن للاشارة الى انّه نوع سوى ما يعرفه النّاس ، فانّ الزّوج سكن والمال والمسكن والاولاد كلّها سكن وكذا ذكر الله سكن لكن كلّها لا يخلوا عن نوع اضطراب ومداخلة للشّيطان بخلاف توجّهه ( ص ) وعنايته ودعائه ، فانّه يفرّ منه الشّيطان ولا يبقى له مداخلة فلا يبقى للّساكن شيءٌ من الاضطراب ، مثل السّكينة القلبيّة النّازلة من الله فى قلب المؤمن { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } عطف على مدخول انّ او على انّ مع اسمها وخبرها وعلى كلا التّقديرين يستفاد منه التّعليل .