Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 89-91)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } جواب لسؤالٍ عن حالهم و { ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ } عن عذّر فى الامر اذا قصّر فيه وكأنّه كان فى الاصل بمعنى بالغ فى ابداء العذر لامرٍ قصّر فيه ، او من اعتذار اذا بالغ فى ابداء العذر ولم يكن المبالغة فى ابداء العذر الاّ لامر يتراءى التّقصير فيه وقرء المُعْذرون من باب الافعال بمعنى المعذّرون من باب التّفعيل { مِنَ ٱلأَعْرَابِ } الاعراب الّذين لا يسكنون العمران ويعيشون فى البادية جمعٌ لا واحد له كما قيل ، او جمع للعرب خصّص ببعض افراده والعرب بالضّمّ وبالتّحريك الّذين يسكنون العمران او هو اعمّ { لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } فى القعود حيث لا يتفقّهون معنى الايمان وانّه يقتضى التّسليم { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فى البيعة الاسلاميّة حيث شرط عليهم ان لا يتخلّفوا قول الرّسول وان يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ، فقبلوه ولم يطيعوا الرّسول ( ص ) بعد فى امره ولم يوافقوا المسلمين فيما عليهم { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } لا الّذين بقوا على اسلامهم وتصديق الرّسول ( ص ) كبعض الاعراب حيث لم يكن استيذانهم وتخلّفهم لانكار الرّسالة بل لعدم تفقّه الغرض من الاسلام وكبعض القاعدين لطلب الرّاحة وعدم تحمّل التّعب لا لانكار الرّسالة { عَذَابٌ أَلِيمٌ لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ } جواب لسؤالٍ اقتضاه السّابق كأنّه قيل : هل على المعذورين حرج فى التّخلّف ؟ - فانّ التّشديد والتّغليظ على المتخلّفين وكثرة ذمّهم يقتضى التّرديد فى حال المعذورين والسّؤال عنها { وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ } فى تخلّفهم عن الغزو { إِذَا نَصَحُواْ للَّهِ وَرَسُولِهِ } خلصوا او اظهروا خير غيرهم ورغّبوه فيه خالصاً مترحّماً { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ } فى موضع التّعليل يعنى انّ المتخلّف لعذرٍ بشرط النّصح مجاهد ومحسن ، وما على المحسنين من سبيلٍ للّوم والّذمّ والعتاب فى الدّنيا { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لمن اساء فكيف بمن أحسن { رَّحِيمٌ } فلا سبيل عليهم بالعقوبة فى الآخرة .